أ.د.عثمان بن صالح العامر
من أدبيات التعليم وأبجدياته المعروفة التفريق بين (العام) منه و(العالي)، كون الأصل في الأول الارتكاز على جانبي المعرفة والتربية معاً، وتتعاون الأسرة مع المدرسة لصناعة جيل الغد، وتحقيق البناء الإيجابي لشخصية الطالب، في حين يجتمع في العالي منه ثلاثة أضلاع (الأكاديمي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع) والتي من المفترض أن تتوازن، ولا يطغى جانب منه على آخر، وأن تتكاتف وتتعاون مع بعضها البعض لخلق مجتمع أكاديمي بامتياز. والجامعات عموماً ومن بينها جامعاتنا السعودية تبذل جهدها للوصول إلى نقطة التوازن وضبط إيقاع أضلاع المثلث الثلاثة في ظل السباق الحميم لتحقيق متطلبات سوق العمل المحلي والعالمي من خلال مؤشرات دولية وتقييمات عالمية لها مراكزها المتخصصة ومرجعياتها الموثقة.
وجامعة حائل مع أنها مازالت ناشئة في عمر المؤسسات الأكاديمية استطاعت أن تسجل أرقاماً مميزة، وتحقق أهدافاً عالية، ولعل آخرها حصولها على أفضل (-601 800) على مستوى جامعات العالم في تصنيف التايمز لأهداف التنمية المستدامة 2022 SDGs ، والتي تتقاطع في كثير من ملامحها السبعة عشر مع رؤية المملكة 2030 ، مما يبرهن على أن جامعتي التي أفتخر بالانتماء لها ملتزمة برسالتها السامية نحو المشاركة الفعلية في جعل مجتمعها المحلي ينعم بتنمية حقيقية دون المساس أو الإضرار بمقدراته وثرواته الطبيعية التي هي ملك لهذا الجيل والأجيال القادمة وصولاً إلى 2030 كما هو نص الاتفاق الذي وقعت عليه الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة عام 2015م، ولم يكن لهذا الإنجاز وما سبقه من منجزات بحثية وأكاديمية ومجتمعية أن يتحقق إلا بتوفيق من الله عز وجل ثم بدعم ومباركة من لدن مقام القيادة الحكيمة ومؤازرة وتعزيز معالي وزير التعليم العالي وتخطيط ومتابعة وتشجيع سعادة رئيس الجامعة وفريق العمل الذي استطاع أن يحقق في وقت وجيز قفزات نوعية في مضمار الجودة الأكاديمية، ويوجه البحث العلمي لخدمة التنمية ومعالجة القضايا المجتمعية سواء من خلال منح عمادة البحث العلمي أو الكراسي البحثية أو أبحاث أعضاء هيئة التدريس الخاصة لنيل الترقية العلمية، وإلى لقاء والسلام.