صادف يوم 20 إبريل «اليوم العالمي للغة الصينية» المخصص من الأمم المتحدة.
إن الصين اليوم ظل ولا يزال اقتصادها واجتماعها مستقرّين بطول الأمد، وتزدهر ثقافتها، وتصبح التبادلات والتعاون بينها وبين الدول الأخرى في العالم أوثق فأوثق. أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر دولة في التصنيع والتجارة للسلع، كما هي أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة ومنطقة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية الصديقة. يحظى تعلّم اللغة الصينية بإقبال كبير من المزيد من الناس في جميع أنحاء العالم.
في عام 2010 أقرت الأمم المتحدة تخصيص يوم 20 إبريل من كل عام «اليوم العالمي للغة الصينية» بمناسبة «غيث الحبوب» من المواسم الأربعة والعشرين وفقاً للتقويم القمري الصيني، حينما تندي أمطار الربيع الحبوب والبزرات فيبدو كل شيء نضراً بهيجاً، ويرمز إلى الحيوية والنشاط.
إن الحضارة الصينية عريقة وعظيمة تضرب جذورها في أعماق التاريخ، وهي الحضارة الوحيدة التي تستمر حتى يومنا دون انقطاع من بين الحضارات الأربع الكبرى في العالم. بسحرها الفريد، أصبحت المقاطع الصينية حجر الزاوية والحامل لبناء الحضارة الصينية، هي غنية بالمعاني وقوية في التعبير كمزيج من الأشكال والأصوات والمعاني، يمكن تحويل أصواتها وعروضها إلى أغان ورسم القصائد والأمثال المتكونة منها في لوحات، تصلح لقراءة مجهورة وتحمل جاذبية عميقة. يتميز الخط والشعر والأوبرا والحوار الفكاهي والفنون الأخرى القائمة على سحر المقاطع الصينية بخصائص لا توجد في أي لغة أخرى في العالم. فتعلم اللغة الصينية يمكن أن يستوعب ويتذوق السحر الفريد للحضارة الصينية بصورة أفضل.
في الوقت الحاضر قامت أكثر من 70 دولة حول العالم بإدراج اللغة الصينية ضمن أنظمة التعليم الوطني الخاصة بها وتوجد أكثر من 4000 جامعة وأكثر من 30 ألف مدرسة ابتدائية وثانوية وأكثر من 4.15 مليون مدرسة صينية ومعهد لتعليم اللغة الصينية في أكثر من 100 دولة تقدم دورات اللغة الصينية، ما يقرب من 200 مليون شخص خارج الصين يتعلمون ويستخدمون هذه اللغة. قبل العقد الماضي تنبأ بعض العلماء أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن الصين وصار «تعلم اللغة الصينية» تياراً سائداً في العصر.
يربط طريق الحرير بين الصين والمملكة العربية السعودية في طرفي شرقي وغربي آسيا، ويضيف تاريخاهما العميقان وحضارتاهما الرائعتان بعضها إلى البعض رونقاً وجمالاً.
عندما زار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الصين في عام 2019 أعلن إدراج اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني السعودي، مما يوسع جسر التفاهم بين الشعبين الصيني والسعودي.
بحلول «اليوم العالمي للغة الصينية» الأخير أطلقت القنصلية العامة الصينية بجدة الفعالية تحت عنوان «اللغة الصينية: لبناء مستقبل مشرق معاً» على تويتر، ويشارك فيها كثير من متعلمي اللغة الصينية وهواتها بحماس. نتطلع إلى المزيد من الأصدقاء السعوديين لتعلم اللغة الصينية ويعمقون فهمهم للثقافة الصينية ويفهمون الصين تاريخياً وواقعياً، ويصبحون رسلاً ودودين للتعلم المتبادل والروابط بين البلدين والشعبين لبناء مستقبل مشرق معاً.
** **
- القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية بجدة