رمضان جريدي العنزي
أبداً لا تقاس الأعمار بالسنين، وإنما بما يحققه الإنسان في حياته من نجاحات وأهداف، وعمق الأثر والتأثير الذي يتركه، وكبير العطاء، إن العمر مجرد رقم لا يقدم ولا يؤخر، ولا يبنى عليه جماليات الحياة وأضدادها، والحياة لا تنتهي ولا تتوقف عند سن معينة، تنتهي الحياة عندما ينتهي الطموح والإبداع والتطلع وخلق الأفكار الجديدة، إن الرمانة تبدو قشرتها الخارجية جافة وقاسية، لكنها في داخلها تحوي حبات حمراء جميلة ولذيذة، ولها طعم مميز ومغاير، إن على الإنسان أن يعيش مستشعراً حياته، وجوده وقيمته وكيانه، بعيداً عن الاستسلام والركون في زوايا العتمة والظلام، إن الحياة لها متسع كبير، وعمر الإنسان مرة واحدة، وعلى الإنسان أن يعيشه بواقعية، بعيداً عن منغصات الحياة، صلفها وكدرها، على الإنسان أن لا يشعر بعمره الحقيقي، وبأنه مجرد رقم ليس إلا، عليه أن لا يخجل من عمره، بل يقبل على الحياة إقبالاً صحيحاً متوازناً، إقبال المتحكم بها، لا المستسلم لها، إن عمر الإنسان ليس له تاريخ صلاحية، وليس فيه خريف وشتاء، وبإمكان المرء أن يكون بعمر الورد ولونه وشذاه، إن السعي للحياة هي في طرق أبواب النجاح والعمل وتحقيق الغايات الطموح، دون الالتفات لعدد السنين، والاستسلام للوهن والوهم والخمول، إن العمر لا يشكل حقيقة وجود الإنسان في الحياة ودوره وتفاعله، إذاً يجب على الإنسان أن يعزز رسالته في الحياة ويجددها، يحقق شغفه بما يروي عطشه، يشعل شرارة التغيير، ويشجع روحه على المضي في دروب التفاؤل، لا يجعل شرارة الأماني الحلوة تموت في داخله، ولا جذوة الحلم تخفت في نفسه، أيها الإنسان مهما كان عمرك انظر للحياة بتفاؤل، وأن الغد جميل، وأن الصبح قادم، اغتنم حياتك دقائقها وساعاتها في كل ما يعود عليك بالنفع والخير ويجلب لك السعادة والسرور، قال الشاعر أحمد الصافي:
سني بروحي لا بعد السنين
فليسخرن غداً من التسعين
عمري إلى السبعين يركض مسرعاً
والروح باقية على العشرين