عبدالله عبدالرحمن الغيهب
لا زالوا يركضون تفتيشًا وبحثًا عن السعادة قالوا عنها في المال ومثله الوجاهة وقيل الوظيفة، ومنهم من يقول السعادة تحتاج عافية جسد وصحة عقل وسلامة قلب وهذا القول الأخير ربما هو الأرجح مع شيء من العبادات وبدون هذه الأخيرة لا توجد سعادة، والأدلة على هذا كثيرة ففي القرآن يقول الله {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}، ومعنى معيشة ضنكاً أي لا انشراح صدر ولا اطمئنان، ومن المعلوم أن الله خلق الخلق لعبادته وترك عبادة الله معصية تُخرج صاحبها من الإسلام الذي جاءت به الرسل لهداية الناس وتعليمهم إياه ليسعدوا وينجوا، فالسعادة مرتبطة بطاعة الله تزيد وتنقص بحسب ما يقدمه الإنسان من أعمال صالحة وفي السنة المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف فبرك بوالديك وصلة الرحم والإحسان إلى الضعيف وتلاوة القرآن لا شك فيه رفعة وزيادة درجات عند الله، ولهذا كل من يطلبون السعادة إذا ما يؤطرون جهودهم وسعيهم وأمانيهم ورغباتهم بأداء ما فرضه الله وأمر به فلن يبلغوا مرادهم ولن تحل بدارهم السعادة سواء وجد المال أو المركز الوظيفي والمركب الفاره، كل هذا لن يجلب لهم السعادة ولن يزيح عن كواهلهم الضيق ومشاق الحياة أقول ما ترون رداً على من يوهمون الناس أن السعادة تحصل نتيجة وفرة مال أو عافية جسد أو شهادة أو حتى عقل وعبقرية كل هذا لا يجلب انشراح الصدر ولا الطمأنينة التي ينشدها الإنسان ليعيش حياة طيبة إلا بالعبادة ومن يقول بغير هذا من منطلق ما يسمع أو يقرأ من دراسات وتحليلات تصور وتنظير وهي كالسراب لا تروي ولا تشبع ومآلها البوار.