إبراهيم بن سعد الماجد
العيد لا شك مناسبة للفرح، وهي عبادة نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، بعد أن منَّ علينا بتمام عبادة الصيام، الركن الثالث من أركان الإسلام.
نفرح حتى ولو كان القلب يحمل ما يحمل من آلام، نفرح ونظهر الفرح، وننشر السعادة في أركان محيطنا تعبدًا لله.
نفرح، بل ونصنع الفرح من لا شيء، ولو كان بالمظهر من لبس الجديد، وبسط اليد سلامًا وعطاءً ومحبة.
نفرح استشعارًا بالنعم العظيمة التي لا يجوز أن نتناساها أو نغفل عن عظم أثرها في حياتنا، حتى ولو أحاطت بنا خطوب الدنيا وصروفها.
في هذا العيد وفي منزل خالي ووالدي مهنا بن محمد المهنا، كان العيد حاضرًا، ببهجته، شكرًا وحمدًا لله سبحانه الذي أنعم علينا بتمام الشهر، ونحن في أمن وأمان، حضر من حضر بإشراقة وجه، وقلب محب، فرحنا باللقاء، ولكن بقي في القلب ما بقي من لوعة!
كرسيان شاغران كانا أكبر وأفخم وأجل وأنقى، واحد خلا لأن شاغره غادرنا إلى الرفيق الأعلى، دون استشعار منا، ودون أن نوطّن أنفسنا، إنه الوالد الخال الشيخ سليمان المهنا، الذي كان لحضوره رونق خاص بشخصيته المهابة المحببة من القريب والبعيد، صاحب الوجاهة والجاه، وكريم السجايا، وأنبل الصفات، فرحمة الله تغشاك، يا والدي وخالي الذي كان لفقده فراغٌ كبيرٌ.
وكان الشغور الثاني لكرسي صاحب الدار، الذي أعياه المرض من أن يكون مستقبلًا في يوم اعتدنا أنه قبلة الأقرباء والأصدقاء والعلماء والفضلاء في أول ساعات يوم العيد، خالي الشيخ مهنا، الذي قال عنه والدي رحمه الله ذات يوم: إبراهيم تدري فيه واحد أغلى منك؟ قلت من هو؟ قال: إنه خالك مهنا!!
خالي مهنا الذي منذ عرفت نفسي وأنا أعرفه بجوده ونخوته وكرمه وصفائه ونقائه، أعرف شقيق والدتي الوحيد، الذي كان يمثل قول القائل: وواحد كألف إن أمر عنا، بيوته مفتوحة لكل من قصده، محتاجًا لجاهه أو ماله، حمّال أثقال من أعيته أثقاله، مجيب للدعوات، حتى وهو مثقل بالمهمات.
جسده المرهق، لم يرهق عاطفته، ولم يرهق فكره، فمازال حاضرًا في كل ما يمكن أن يقوم به في صحته، من خلال تنفيذ أبنائه البررة لكل ما يوجه به وعلى رأسهم أخي الغالي سليمان الذي يمثل البر الصادق. حفظ الله خالي وألبسه ثوبه الصحة والعافية.
العيد تلك الشعيرة الإسلامية التي تجمع شتات الأجساد كما القلوب، يجب أن نذكي أهميتها في قلوب الأبناء والبنات، فالعيد نقطة التقاء من أجل الصفاء، وإعادة بناء العلاقات الأسرية على أكمل وأجمل وجه.
عاد عيدكم بصفاء قلوبكم وجمعة أحبابكم.