«الجزيرة» - طارق العبودي:
خسر الهلال من الفيحاء، وتضاءلت حظوظه في المحافظة على لقبه.. الخسارة ليست نهاية المطاف وليست أمراً غريبا.. لكن الغريب في الأمر الذي يثير الانتباه هو حالة البرود التي بات اللاعبون يقدمونها في المباريات الأخيرة والمصحوبة بشرود ذهني، والتي أعقبت مشوارا طويلا من التألق مع المدرب الارجنتيني رامون دياز.
في آخر ثلاث مباريات تعادل الفريق بشق الأنفس أمام الشارقة الإماراتي ثم خسر من الريان القطري وأخيرا من الفيحاء، ولاعبي هذه الفرق الثلاثة أقل إمكانات من لاعبي الهلال!.
الهلاليون يتساءلون: ماهي مشكلة انخفاض المستويات بعد التألق التي تتكرر غالبا؟!.. فمع المدرب الروماني رازافان لوشيسكو تألق الفريق وحقق 3 بطولات «دوري ابطال آسيا 2019 وكأس الملك ودوري كأس الأمير محمد بن سلمان «، ثم تعرض الفريق لانخفاض ملحوظ في مستواه وبات يخسر من فرق كانت سابقا تحلم بمجرد التعادل معه، إلى أن قررت الإدارة إقالته، ومع المدرب البرتغالي ليووناردو جارديم حقق الفريق دوري أبطال آسيا 2021 ثم أتبعها بببطولة السوبر السعودي، لكن المستويات بدأت تنخفض والنقاط تتطاير، وانتظرت الإدارة طويلا ثم قررت إقالته وأحضرت الارجنتيني رامون دياز الذي بدأ معه الفريق بداية قوية وحقق 11 انتصارا متتاليا مابين دوري وكأس وآسيا ليحافط على أمله في الدوري ويتأهل لنهائي الكأس ويتصدر مجموعته في آسيا ويسجل اسمه أول المتأهلين لثمن النهائي.. ثم ماذا؟! .. بعد هذه الانتصارات المتتالية والمصحوبة بعطاءات رائعة، بدأت المستويات تتراجع والشباك تهتز فتعادل الفريق مع الشارقة ثم خسر من الشارقة ليفقد 4 نقاط آسيوية، وإن كانت غير مؤثرة إلا أنها تكشف خللا ما، ثم خسر من الفيحاء ليفقد أهم 3 نقاط في الدوري والتي بسببها تضاءلت حظوظه في المنافسة!.بعد كل مباراة من المباريات الثلاث يصرّح دياز بأن «سوء التركيز» هو السبب؟! .. ماذا يقصد بسوء التركيز؟ وماهي أسبابه، ومتى يعود هذا التركيز الذي قال عنه دياز إنه مفقود؟!.
إن من أبسط مهام الجهازين الفني والإداري هي جعل اللاعبين في حالة جاهزية تامة فنيا وبدنيا وذهنيا و»تركيزا» .. وهذا لايعني إعفاء اللاعبين من المسؤولية فمستويات غالبيتهم في انخفاض ملحوظ، وجديتهم لم تكن كما في السابق وباتوا يلعبون وكأن المباريات «تأدية واجب» و «تحصيل حاصل»، ولنفرض جدلا انها كذلك فهذا الفريق الذين يرتدون شعاره اسمه «الهلال» أُسس للإبداع والإمتاع والانتصارات وانتزاع البطولات.