محمد جابر الشهراني
يبدو أن التحول التكنولوجي المتقدم في عصرنا الحاضر أصبح مخيفًا خصوصًا لمن كان يتمترس خلف الأنظمة القومية أو النمطية المعلبة في شتى المجالات الحياتية، لكن هنا يجب أن نخص مجال الإدارة فهي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان عبر العصور لكنها اليوم وتحت وطأة التقنية الحديثة تكاد أن تندثر حصونها الراسخة في الأذهان ويبدو أن تقليص مهامها أو القيام به أصبح من السهل عبر التقنية مهما كان مسمى صانعه وتحت أي ظرف، لاتخاذ القرار وعصر اللا إدارة النمطية وجهة نظر تحتمل الخطأ، فالبعض يرى قدسية هذا الاسم ولكنه عندما يفتش في ملفاته الشائكة في هذا الوقت بالتحديد يكتشف الحقيقة واحتمالية صواب ما يذكر، وبمقارنة بسيطة ندلل على كل هذا فالتوقيع سابقاً صفة رسمية لا يمكن الجدال فيها وهو بمثابة موافقة خطية نافذة أما في وقتنا الراهن فالتوقيع الإلكتروني أو الختم عبر الباركود ألغى هذه الصفة الاعتبارية.
وفي المجمل فالإدارة باقية ليست لوحة جدارية وضعت لكن تسلسل قراراتها وسلطة المدير خفت تسليط الضوء عليها قليلاً وأصبحت فلسفة بائدة في معناها ومفهومها السابق وأصبحت الواقعية هي الركن القيادي، ويتم تحديد نسب النجاح والإنجاز بواسطة أرقام ومعلومات بكل عدل وإنصاف، ولو تحدثنا بشكل أشمل وجدنا أننا أمام دمج موحّد تم من خلاله القضاء على التشعبات الإدارية والمراجعية، فالدخول من خلال موقع إلكتروني يغني عن التجول في عدة إدارات حكومي، كما أنه يلغي الدور الإداري سواء كان فرديًا أو مؤسسي، ولأننا في عصر الثورة الرقمية والتطور الهائل في شتى المجالات فنحن نعد من الأوائل في هذا المجال، فالمملكة سبَّاقة وقد هيأت الأرضية الصلبة لكافة تعاملاتها منذ أمد ورؤية 2030 ما هي إلا تجسيد لمفهوم الرقمية والتكاملية.