تعد العرضة السعودية فناً حربياً كان يؤديه أهالي نجد بعد الانتصار في المعارك، وذلك قبل توحيد أجزاء البلاد عندما كانت الحروب سائدة في الجزيرة العربية، وتحولت في وقتنا الحاضر إلى فنٍ لها مجموعة من الرقصات الفلكلورية للتعبير عن مشاعر الفرح والسرور، وأصبحت حاضرة في كافة المناسبات سواء في الأعياد أو الزواجات أو المناسبات الوطنية أو في الحفلات العامة والخاصة.
مستلزمات العرضة
وللعرضة السعودية مستلزمات خاصة بفنها، كحمل السيوف، والطبول، والبنادق للشعراء، والبيرق (العلم)، ولباس الصاية (الدقلة) لماسكي الصفوف، وهي ذات أكمام طويلة تلبس على الثوب مع الشماغ والغترة والعقال، كما يلبس الراقص في الوقت الحاضر (محزماً) وهو عبارة عن (جله) يوضع بشكل متقاطع على الصدر، وكان قديماً ذا أهمية في وضع رصاص البنادق، وتهدف تلك الأزياء التي تلبس في العرضة إلى إدخال عنصر الإبهار الجمالي في أثناء الرقص.
الضرب بإيقاع جميل
وتبدأ العرضة بصيحة قوية من أحد الشعراء البارزين، ثم يقوم حاملو الطبول بالضرب عليها بإيقاع جميل متوافق مع إنشاد الصفوف، ومن أشهر الأبيات الشعرية التي تُغنى وتردد دائماً عندما تحضر العرضة وتصدع أصوات الطبول هي:
نحمد الله جت على ما نتمنى
من وليّ العرش جزل الوهايب
خبّر اللي طامعٍ في وطنا
دونها نثنى إلي جات الطلايب
يا هبيل الراى وين انت وَنا
تحسب أن الحرب نهب القرايب
واجد اللي قبلكم قد تمنا
حري لا راح عايف وتايب
انهض الجنحان قم لا تونا
نبى نكن لهم دروس وعجايب
لا مشى البيرق وقدامه إنّا
حنا هل العادات وأهل الحرايب
ديرة الإسلام حامين أهلنا
قاهرين دونها كل شارب
بهذه الكلمات يردد الجميع هذا البيت الأخير مغنّىً ومطعّماً بأصوات الطبول ولمعان السيوف في جميع احتفالاتهم الوطنية والخاصة، ويشكِّل هذا البيت واحداً من أبرز سمات الثقافة السعودية الشهيرة.