سؤال يتردد كثيرًا في العقول على لسان الصغير والكبير. يرى البعض أن العيد مجرد يوم كسائر الأيام السابقة، بل هو يومٌ مختلف له بريقه ولونه وقدسيته الخاصة وشعائره الدينية وتقاليده الاجتماعية وطقوسه المبهجة التي تفرح النفس ويقوم بها الجميع في ذلك اليوم وسائر وقته، ومن أهم تلك العادات والتقاليد هي تجهيزات وترتيبات العيد والتي تسبقه بأيام وليال؛ حيث يبدأ الجميع بالاستعداد وتهيئة النفس والمنازل لاستقبال الأهل والأقارب والأحباب والأصدقاء للتهنئة بهذا اليوم الجميل، ومن أهم الطقوس في هذا اليوم يذهب الجميع رجالا ونساء وأطفالا لصلاة العيد في المسجد والاستماع لخطبة العيد والسلام على بعضهم البعض ثم بعد ذلك يذهبون ليبدؤوا يومهم المبارك.
ومن الشعائر لإسلاميه في العيد التي لا بد أن نحرص عليها جمعينا صلة الأرحام وزيارة الأقارب والجيران ومن لهم حق علينا والتهنئة والفرحة بهذا اليوم وتبادل العيديات، حيث يقدم البعض العيديات النقدية والعينية وتبادل الهدايا تعبيرًا عن شعورهم بالفرحة والبهجة والسرور في هذا اليوم ولا يجوز الامتناع أو ردّ العيدية على الإطلاق لأنّها جزءٌ من عادات هذا اليوم والمبهجة جدًا. في هذا اليوم يجد الجميع فرصة عظيمة للترويح عن النفس والاستمتاع بأجواء العيد وسط فرحة وسرور الجميع صغارا وكبارا والخروج للتنزه أو الاستجمام في رحلات عائلية جماعية، ففي العيد متسعٌ للفرحة والبسمة مهما كانت الظروف، وهو بالتأكيد ليس لمن لبس الجديد من الثياب فقط، بل للجميع، لهذا من السنة تعظيم شعيرة العيد وتعظيم البهجة والفرحة في هذا اليوم المبارك وإظهار الطقوس الجميلة والرائعة.
ومن الواجب علينا في هذا اليوم أن نتذكر بعضنا البعض وخصوصاً المحتاجين والمساكين والفقراء والأرامل واليتامى وهم ينتظرون هذا اليوم ليفرحوا فيه، لهذا يجب علينا جميعنا مد يد العون لهم وزيارتهم ومساعدتهم وتقديم الهدايا ليفرحوا بالعيد ويبتهجوا بأجوائه، والعيد مثل الشجرة التي تلقي بثمار الفرح على الجميع كي يشعروا بالبهجة. لكن البعض لا يشعر فيه بالفرح لعجزه عن شراء الملابس وحلويات العيد لأبنائه وأهل بيته. ولهذا يجب علينا كمسلمين أن نتكافل ونتعاون مع بعضنا وتقديم ما نستطع من أموال وغيره للتخفيف من مشاعر الفقد والأسى ولكي يتبدل حزنهم فرحا ويعيشوا أجواء العيد الجميلة، في العيد يمتلئ القلب بالطاقة الإيجابية وتُشحن روحه بالسعادة والأمل والفرحة، وأيام العيد هي شكر لله على ما أنعم به علينا من توفيق لقيام الصلوات والصيام وقراءة القرآن وأكلٍ وشرب وليست أيامًا للامتناع عن الطعام، وستظلّ طقوسه وذكرياته سيدة الموقف فيه وسيظلّ يوم العيد بمثابة يومٍ استثنائي عنوانه الحب والبسمة والتفاؤل، ويبقى للعيد ذكرياته الجميلة التي تعبق برائحة الحنان والعطف والحب الذي يغدقه الأجداد والجدات والآباء والأمهات للأبناء، فترسخ طقوس العيد في ذاكرتهم دومًا. وختام المسك والعنبر لشهر القرآن الكريم، ففي عيد الفطر آلاف الحكم والمواعظ والعبر، وفيه من الحسن والبهاء والسحر ما يتركنا شاكرين حامدين لعظمة الخالق سبحانه وتعالى، لنطلب منه وندعوه دائما وأبدا أن يديم علينا فرحة العيد ويعيده أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ولا يحرمنا الأجر والثواب والفرح به، وألا يموت الانتظار الطفوليّ ولهفتنا له.
** **
- الريم بنت محمد