هيفاء آل شماء
بادئ ذي بدء جميعنا مررنا بالفترة الزمنيّة السابقة المتطرّفة والتي لاتمت إلى ديننا الوسطي بأية صِلة، من ذكرياتها الأناشيد الإسلاميّة التي كنّا نستمع إليها عبر أشرطة الكاسيت تحث على الجهاد والحماس والثورات والذهاب لفلسطين وأفغانستان، لم نكن نعلم أن خلفها جماعات إرهابية مُنتحرة ضالة، علماؤنا الأفاضل اليوم ذهبت عنهم غشاوة البصر والبصيرة السابقة التي وضعتها القاعدة والمنهج الإخواني الذي انتشر في الدول العربية وتأثرنا به، كنّا تابعين ومسيّرين حتى أجدادنا عاشوا هذه الفترة الظالمة للمرأة على الوجه الخاص كانت المرأة فقط للإنجاب وأعمال المنزل، بل البعض منهم حرّم التعليم لأن فيه خروجاً للمرأة من منزلها، حقبة زمنيّة قاسيّة ونقطة سوداء في حياة كل من عاصرها، وظهر لنا بعدها تيار الخلافة بزعم الدواعش القتلة فقتلوا الأبرياء وحثوا بعض النساء على الالتحاق بالجهاد المزعوم لتحرير الجزيرة العربية وتعيين دولة للخلافة الإسلامية، فِكر ضال وجرعات مسمومة أودت بحياة شبابنا وبناتنا، جميع من عاد تائباً قال بالحرف الواحد (كنا مخدوعين حتى فِقنا وعادت إلينا عقولنا)، المشهد الدموي الذي رأيناه على يد هؤلاء المجرمين لم ولن ننساه، الحمد لله الذي أنعم علينا بالأمان والطمأنينة والوعي، بفضل الله ثم بفضل قادتنا العظماء لطمس ومحو هذا الفكر والتيارات المضلّلة والملغّمة والمفخّخة تحت اسم الدين الإسلامي، وكما نرى اليوم في عصرنا الذهبي المتوّج برؤية 2030 بقيادة الملهم سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله - عشنا ديننا الوسطي الصحيح، أعطيت المرأة حقوقها في شتى المجالات وظهر لنا علماء دين اعتذروا عن زمن الصحوة وعن الأخطاء التي قاموا بها سابقاً، وبدأنا نشاهد كُتّاباً وكاتبات لا انحلال ولا تطرف وعلماء دين يتسمون بالتدقيق والتحرّي عن أية فتوى سابقة وإعادة حكمها وحتى في الدراما السعودية شاهدنا كثيرًا من المشاهد التي عرجت على تلك الحياة الصحوّية المتطرفة والتي تركت في أنفسنا ندوبًا وأثرًا وشرخًا لن يمحوه الزمن، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله - قال كلمته الشهيرة «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال». ديننا وسطي والمرأة كانت في عهد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام تعمل راوية حديث ومعلّمة قرآن، بل كانت عائشة-رضي الله عنها - تداوي الجرحى وتركب الخيل، في تلك الحقبة حرّموا عمل الطبيبة، بل جعلوا ولي أمرها منبوذاً غير سوي! الحمد لله عدد ما تعاقب الليل والنهار على ديننا الإسلامي الوسطي الذي أصل الأحكام فيه سبعة: الواجب, والمندوب, والمباح, والمحظور, والمكروه، والصحيح, والباطل.
متفائلة بهذه النظرة المستقبلية والرؤية السامية 2030 والتغيّرات التي خدمت الفرد والمجتمع. لدينا مستقبل زاهر -بإذن الله - ووعود من قيادتنا بالأفضل والأفضل.