أ.د.عثمان بن صالح العامر
سؤال منطقي قد يطرحه عليك ابنك أو صديقك القريب منك أو حتى أنت تطرحه على نفسك هذه الأيام، ترى لماذا أمرنا الرب سبحانه أن نحتفل نحن المسلمين أينما كنا -بعد أن ننهي صيام شهر كامل تقرّباً لله عزَّ وجلَّ- احتفالية خاصة نتجمَّل فيها بأحسن ما عندنا؟
ويمكن أن أجمل الإجابة هنا على هذا السؤال المهم في نظري بالآتي:
- فرحاً بطاعتنا لله سبحانه وتعالى، والتزامنا بالقيام بركن أساس من أركان الإسلام الخمسة.
- فرحاً بانتصارنا على ذواتنا، وكبح جماح شهواتنا ورغباتنا طوال ثلاثين يوماً، يعطش المسلم والماء بين يديه ويجوع والطعام عنده فلا يشرب ولا يأكل طاعةً لله والتزاماً بما أمر.
- فرحاً بنجاحنا في إدارة الوقت وضبط ساعاتنا بالدقيقة سحوراً وفطوراً بعد أن كنا خارج الزمن، لا نكترث بالساعات فضلاً عن الدقائق والثواني.
- فرحاً بإنهاء دورتنا التدريبية في إدارة التغيير بامتياز، وهذا من فضل الله علينا ومنّه وكرمه. لقد عرفنا أن بإمكاننا أن نغيِّر رتم حياتنا المعتاد، وقلب برنامجنا المألوف رأساً على عقب متى ما وجدت الإرادة وكانت منا العزيمة، فالعادات والألف غطاءان ثقلان على ذواتنا كثيراً ما يحجبان الرؤية الصحيحة للأمور، فنظل آسارى مقيدين لما اعتدنا عليه، ونعتبر أي تغيّر خطراً يهدِّد حياتنا ويسلبنا سعادتنا ويهز قناعاتنا حتى يوردنا الموارد.
- في العيد شكر لله عزَّ وجلَّ على التيسير والإعانة.
ثم اعتراف بالفضل لأهل الفضل، وأول من لهم الفضل بعد الله في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز فهمًا من في عنقنا بيعة لهما على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وألا ننازع الأمر أهله، ومن مستلزمات هذه البيعة الشرعية الاعتراف بفضلهما والمباركة لهما في مناسباتنا الشرعية والوطنية، ويمثلهما في مناطق المملكة الثلاثة عشر أمراء المناطق ونوابهم كما هو معلوم، وحق صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، وسمو نائبه التشرف بالسلام عليهما والمباركة لهما في الوقت المخصص للمعايدة في هذه الأيام.
- وممن أكد الله عز وجل على واجب البر. بهما في كتابه الكريم، ولهم الفضل بعد الرب سبحانه في وجودك بهذه الدنيا الوالدين (الأم والأب) فحفظ لهما حقهما واحرص على أن تكون معهما في هذه المناسبة مهما كانت ظروفك ومشاغلك ومكان إقامتك، فوجودهما أحياء نعمة عظيمة ومنة من الرب كبيرة وفرحتهما بك وبزوجتك وأولادك في صباح العيد فرحة لا توصف.
- ولجنودنا البواسل المرابطين على الثغور حماة الحدود ودرع الوطن الذين يذودون عنه ويحرسونه بعد الله حق في المباركة بعيد الفطر المبارك، فهم لهم فضل كبير على كل مواطن ومقيم وزائر لهذه الأرض الخيرة صغيراً كان أم كبيراً ذكراً أو أنثى فلا عيد بلا أمن ولا سعادة دون أمان.
- ولذوي القربى.. وللعلماء.. والمعلمين.. والجيران.. وأصدقاء الوالد.. والأعيان.. وكبار السن.. فضل علينا لا يمكن أن يتجاهل أو ينسى، فلنعرف لكل ذي فضل فضله، ولنفي هؤلاء الفضلاء حقهم في هذه المناسبة (عيد الفطر المبارك)، جعل الله عيدنا سعيدا وعيدكم مباركا، وكل عام وأنتم بخير، ودمت عزيزاً يا وطني، ودامت أفراحنا في بلد الخير والنماء المملكة العربية السعودية، وإلى لقاء والسلام..