تشهد المملكة الذكرى الخامسة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء داعين الله عز وجل أن يحفظ سموه ويرعاه.
في 21 يونيو 2017م، أصدر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله أمرًا ملكيًا يقضي باختيار القائد الملهم محمد بن سلمان وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع، كما أصبح يرأس مجلسي «الشؤون الاقتصادية والتنمية» والشؤون السياسية والأمنية.
إن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان انتهج سياسة تقدمية ملحوظة شملت جميع مناحي الحياة الداخلية والخارجية وإذ الكلمات لا تكفي للتعبير عن إنجازات سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان في جميع القطاعات إلا أني أوجز ذلك في عبارات تدل على مدى حرص سموه على أن تحظى المملكة بكل تقدم وكل رخاء.
في 2017م، اختير سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان عبر مجلة تايم الأمريكية كشخصية العام باختيار القراء، كذلك اختارته المجلة الأمريكية فورين بوليسي من ضمن القادة الأكثر تأثيرًا في العالم ضمن قائمتها السنوية لأهم مائة مفكِّر في العالم لعام 2015م، وفي عام 2018م قامت مجلة فوربس باختياره ضمن قائمة فوربس لأكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم وفي 25 أبريل 2016م أطلق سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وهي خطة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية شاملة للمملكة العربية السعودية تضع الأسس لدخول المملكة في عصر ما بعد النفط، وتتزامن الرؤية مع الموعد المحدد للإعلان عن الانتهاء من تسليم ثمانين مشروعاً حكومياً عملاقًا، أقلها تكلفة أقل واحد منها بما يعادل أربعة مليارات ريال، فيما تتكلف بعض المشاريع أكثر من مائة مليار ريال سعودي، في مشروع مترو الرياض نظم الخطة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسته، وتم عرضها على مجلس الوزراء برئاسة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله بعد الإعلان عن الرؤية، قدم سيدي الأمير محمد بن سلمان عبر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برنامج التحول الوطني في 7 يونيو 2016م، وبرنامج التوازن المالي في 22 ديسمبر 2016م، حيث يعتبر كل منهما ركائز الرؤية، ووافق مجلس الوزراء على البرنامجين.
من خلال هذه الخطة والبرامج ذات الصلة، يهدف سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان إلى زيادة الإيرادات السعودية غير النفطية ستة أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنوياً إلى 267 مليار دولار سنوياً، بالإضافة إلى زيادة حصة الصادرات السعودية غير النفطية من 16 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي السعودي (في عام 2016م) إلى 50 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي السعودي (في عام 2030م)، كما يريد من خلال هذه الرؤية أن يجعل الاستثمار في الداخل السعودي مجالاً لخلق مزيد من فرص العمل والفرص الاقتصادية في المملكة، وضع سيدي الأمير محمد بن سلمان ثلاث ركائز للرؤية السعودية، والتي يعتقد أنها عوامل نجاحها إذا كانت الرؤية مبنية عليها:
الركيزة الأولى: هي أن المملكة هي العمق العربي والإسلامي، حيث يوجد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وهما أهم الأماكن المقدسة للمسلمين، وبالتالي فهي قبلة أكثر من 1.8 مليار مسلم على وجه الأرض، ويجب أن تستند الرؤية على هذا العامل.
الركيزة الثانية: يجب أن تكون القدرات الاستثمارية الضخمة للمملكة محركا لاقتصاد المملكة ومورداً إضافياً له مع هذه القدرات، تهدف الرؤية إلى جعل المملكة قوة استثمارية رائدة.
الركيزة الثالثة: يرى سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان أن الموقع الجغرافي الإستراتيجي للمملكة والمعابر المائية المهمة المحيطة بها - مضيق هرمز في الشرق، ومضيق باب المندب في الجنوب الغربي، وقناة السويس في الشمال الغربي - يجعل المملكة البوابة الأكثر أهمية للعالم كمركز ربط للقارات الثلاث (آسيا وإفريقيا وأوروبا).
سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان له العديد من الأنشطة في مجال العمل غير الربحي، حيث أسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، والتي يرأسها مجلس إدارتها، بهدف دعم تطوير المشاريع الناشئة وتشجيع الإبداع في المجتمع السعودي، كما يترأس مجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب، وهو أيضًا نائب الرئيس ورئيس اللجنة التنفيذية لجمعية الملك سلمان للإسكان الخيري، لتغطية احتياجات قليل الدخل، إضافة إلى رئاسته لمجلس إدارة مدارس الرياض، كما شغل مناصب خيرية سابقة.
وختامًا فإن المملكة الحبيبة شهدت خلال الخمسة الأعوام الماضية نهضة شاملة في كافة مناحي الحياة وعلى جميع الأصعدة، فالمملكة شهدت تطوراً ملحوظاً وتقدماً ملموساً في كل نواحي الحياة.
** **
salmanaleed@
salman201001@hotmail.com