الجزيرة - خالد الحارثي:
كشف متعاملون في قطاع بيع السيارات أن الأزمة التي يشهدها قطاع استيراد السيارات تعد ازمة عالمية ليست مقتصرة علينا بالمملكة، بل شملت معظم دول العالم. وأرجعوا اسباب الاستيراد نتيجة جائحة كورونا والتي على أثرها تم اقفال عدد من المصانع المنتجة، والتي استمرت قرابة عامين، وأضافوا في حديثهم «للجزيرة»: ثم جاءت الحرب الاوكرانية الروسية وخلقت ازمة اخرى، مشيرين الى أن الطلب اصبح اكثر من العرض، الأمر الذي تبذل فيه وكالات السيارات جهدا في توفير اكبر عدد لعملائها ، واكدوا أن ما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي حول قائمة الانتظار فيما يتعلق بحجز المركبة صحيح ولكن مركبات معينة ذات مواصفات عالية، اما بقية السيارات فهي متوفرة وتأتي من المصنع على دفعات ويتم تسليمها للمستفيد حسب اولوية الحجز.
فيما ذكر أحد العاملين في الوكالات أن هناك لائحة انتظار في بعض الموديلات وارجع السبب الى نقص الشرائح الالكترونية الخاصة بمصنع السيارات. ونفى ان الوكالة تحابي معارض السيارات وتعطي افضلية البيع لهم دون الأفراد، موضحاً أن الوكالة لا تبيع بالجملة على اصحاب المعارض والذي تشاهدونه من تكدس كبير من السيارات الجديدة في المعارض يتم شراؤها من قبل افراد بعد حجزها من الوكالة ليس لاستخدامها بل لبيعها مستغلين ازمة الاستيراد.
وعلى حد وصفه أشار إلى وجود وسطاء تابعين للمعرض (للشراء باسمهم) «دون اصدار لوحات» وعند وصول زبون جاد مقدماً للعربون يتم اخذ هويته ونقلها باسمه بدلاً عن الوسيط، وقد عُرض عليه ذلك «بمقابل» عندما كان يبدل بين السيارات للتغيير في فترة زمنية مضت، منها أسلوب الحجز بالمعارض، ومنها أسلوب رفع مؤشر أسعار البيع والشراء للمستعمل.
واقترح بأن يكون هناك مؤشر وتكامل بين الجمارك ووزارة التجارة ، بحيث يتم متابعة ورصد حركة نقل كل بطاقة وأن لا يكون التفويض «حبري» بل يكون الكترونيا لتسهيل كشف تلاعب ما يسمون بالشريطية أو الشركات لضرب الأسعار وتعطيش السوق من السيارات المشتراة عن طريق الوكيل مباشرة.
من جانب آخر أوضح مواطن له تجربة مع احدى الوكالات قائلا: في عام 2011 سبق أن أقدمت على شراء سيارة موديل السنة القادمة ذات شكل جديد بدون ذكر اسم، حيث دفعت كامل المبلغ «كحجز» وعند حلول الموعد حاولوا اقناعي بالعدول عن ذلك لوجود خلل بالمواصفات، حيث ان السيارة وصلت ناقصة المزايا «تشغيل مفتاح وليس زر» واستغربوا اقتناعي بها رغم محاولتهم العدول والتوجيه للشراء من احد معارض النسيم، وقبلت بها والفائض ذهب لاصدار تأمين شامل + اكسسوارات من الوكيل والموضوع هذا قديم جداً.
كما اوضح مواطن آخر بالقول احسنت وزارة التجارة عندما قالت سنتقصى عن ممارسات وكالات السيارات ومراجعة مبيعاتها ومخزونها ورصد أعداد السيارات الجديدة في المعارض والتحقق من الأعداد المباعة ومراجعة حجوزات المستهلكين ومواعيد التسليم.. واقترح الحربي بالنسبة لمزاولة مهنة الوساطة والبيع والشراء في مجال السيارات الجديدة والمستعملة ضرورة وجود وثيقة العمل الحر في التسويق إضافة إلى شهادة معتمدة من شيخ المعارض بممارسة البيع والشراء حتى يتم حصر عدد المسوقين والقضاء على التلاعب والتحايل الذي اصبح احد الأسباب في غلاء واحتكار السيارات.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي لوزارة التجارة عبدالرحمن الحسين أن الوزارة تقوم بالتحقيق حول ما يثار من إعطاء وكالات السيارات أفضلية بيع السيارات الجديدة لمعارض وتُجار السيارات، وتأخير تسليم المستهلكين لطلباتهم وحجوزاتهم من السيارات؛ بحجة عدم وصولها. وقال: «ولحماية المستهلك، سيتم تقصي ممارسات وكالات السيارات ومراجعة مبيعاتها ومخزونها، ورصد أعداد ومصادر السيارات الجديدة في المعارض، والتحقق من أعداد السيارات المباعة للمعارض، ومراجعة حجوزات المستهلكين ومواعيد تسليمها، ومعاقبة الوكالات المخالفة وإعطاء الأولوية لطلبات المستهلكين».