رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
مقطع حادثة النخلة التي عانقت إحدى السيارات التي تعبر الطريق بالرياض.. عناق من النوع (الحميم) وبالأحضان.. وكأنها تقبله قبلة العيد أشاطره الفرحة بسلامته.. عوضه الله مادياً والحمد لله على القضاء والقدر وأن السيارات الخلفية كانت على بعد عنه.. حتى لا يتطور الحادث إلى أسوأ من ذلك.
كانت هناك لقطة مصورة تحكي هذا العناق الحميم وكيف أن النخلة ومن خلال العاصفة الترابية السريعة هي التي سقطت على سيارة هذا السائق (وبركت) بكل وزنها قائلة قف لا تتحرك.. وكأنها ترسل رسالة عاجلة للأمانة والبلدية أن وضعي و(النخيل) الأخرى يحتاج متابعة مستمرة.. وربما أن جذوع بعض منا لم يعد يقاوم الرياح السريعة.. فأرجوكم لا نكون سبباً في أذى إنسان أو إزهاق روحه!.
العواصف الترابية شديدة السرعة تفاجئنا بلا سابق إنذار.. داعين المولى أن يجعلها رياحاً ولا يجعلها ريحاً.. ولكن شوارعنا وطرقاتنا تغص بآلاف اللوحات الإعلانية (التجارية والإرشادية والخيرية) وغيرها من مجسمات أو لوحات جداريه وأعمدة... والتي قد تكون معرضة للسقوط إذا لم تثبت جيداً بمواصفات ومقاييس دقيقة وربما يتعدى ضررها للمارة وعابري الطريق بصورة أكثر من الأشجار لا سيما أن الكثير منها متصل بالتيار الكهربائي فقد تصبح صاعقة خاصة مع الأمطار.
فهذه الحادثة تقرع جرس الإنذار للمستقبل وأن تشكل لجنة من الدفاع المدني والبلديات والمرور وهيئة الأرصاد وحماية البيئة لدراسة السلبيات حول هذه الظاهرة وتحديد معايير تحقق السلامة بقدر الإمكان.. وفي عواصف سابقة سقطت أسوار تحت الإنشاء لم تطبق كود البناء.
أما أخونا قائد السيارة فآمل أن لا يحُمّل مالا يحتمل ولا نحتاج إلى (حكم من أهلها) بل ربما يستحق العوض.. إذا كانت النخلة آيلة للسقوط ولم تبعد.. كفانا الله شر الريح وعلينا نحن المواطنين اتباع إرشادات الدفاع المدني ومراعاة تنبيهات مصلحة الأرصاد لحياة أكثر سلامة واطمئناناً بتوفيق الله.