لن نقول وداعاً يا رمضان، بل سنقول إلى الملتقى يا شهر الخيرات والرحمة، ونحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى الذي بلغنا صيام هذا الشهر الفضيل وقيامه قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}. وسيحل علينا العيد السعيد عيد الفطر المبارك وأهلاً بالعيد.. والعيد يا أحبتي مناسبة سعيدة للتواصل بين الأقارب والأصدقاء والمعارف فيه صلة للأرحام وفيه العفو بين الناس والتسامح فاللَّهم أعده علينا بالخير والبركات وعلى جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها، يأتي عيد الفطر بعد صيام شهر رمضان المبارك، ليفرح المسلم ويشكر ربّه على نعمة كبيرة وهي صيام هذا الشهر الكريم وقيام لياليه، والعيد هو يوم الجائزة من الله تعالى لعباده المؤمنين.

وفي أيام العيد المبارك نجمع الماضي والمستقبل معاً في خيالنا, نقبِّل أيادي الآباء والأمهات والأجداد والجدات, والوجوه النيِّرة الحلوة المشرقة البهية ‏لأحفادنا, هذا فإن جميع ألوان غبطة الماضي المجيد التليد، وكل الآمال العريضة للمستقبل المشرق الوضاح تشكّل بكل ألوان الطيف إكليلاً فوق ‏رؤوسنا ونحن نعيش احتفالات هذه الأيام المباركة من عيد الفطر السعيد فرحين مستبشرين (ليس العيد لمن لبس الجديد إنما العيد لمن نجا يوم الوعيد).

و(ليس العيد لمن فرش البساط إنما العيد لمن عبر الصراط).

هذه حكم قديمة يرددها الناس في أيام الأعياد، نعم العيد الحقيقي هو لمن قُبل عمله وصيامه وقيامه وصدقاته وزكواته في هذا الشهر الفضيل؛ شهر رمضان المبارك، وفاز بالرحمة والمغفرة.. جعلني الله وإياكم من الفائزين بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، إننا في هذا العيد السعيد يجب علينا نحن المسلمين أن ننبذ الخلافات والاختلافات وأن نتواصل فيما بيننا وأن نصفي قلوبنا من الحقد ونزكي نفوسنا كما أمرنا بذلك ديننا الإسلامي الحنيف ووصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم، فلنعتصم بحبل الله المتين جميعاً لنعيش في أمن وأمان، بعيدين كل البعد عن المنازعات والعداوات والأحقاد.. جعلنا الله وإياكم من المقبولين وبهذه المناسبة السعيدة أزف أجمل التهاني والتبريكات بهذا العيد السعيد لقائد مسيرتنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وللأسرة المالكة والشعب السعودي.أعاده الله على الأمة العربية خاصة والأمة الإسلامية عامة باليمن والبركات، والله من وراء القصد..