محمد بن عبدالله آل شملان
دعونا نأخذ الإنجازات المتلاحقة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية كمفتاح لقراءة واسعة حول الحالة السعودية التي لم تستطع أي دولة عربية وآسيوية وعالمية أن تصل إليها..!
ما هو المختلف في المملكة ولماذا تنجز وتحقق أهدافها حتى في أصعب الظروف وأقساها ولماذا لا تتأثر كما تتأثر الدول الأخرى؟
المملكة هي صاحبة النية الحسنة واليد الممدودة لجميع ما هو خير للكل، رغم قسوتها على من يتخطى حدوده اتجاهها، لذلك تقودها النوايا للاجتماع لا الاختلاف.. والصمت لا الثرثرة.. والمودة لا الحسد.. والغيرة والتقدير والاحترام لا خبث النوايا وسوئها!
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يسير بإرادة ملكية وعمل جماعي وإداري وإعلامي وتطوعي لا تجدها سوى بالمراكز والمؤسسات النادرة عالمياً, ودرس الحالة السعودية الإنسانية يجب أن يسري على كل من يريد أن يتصدر المشهد الإنساني عالمياً. ولا عيب أن يقلّدوا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية فهو القدوة في كل شيء.
ففي آخر تقرير تم رصده حققت المملكة المرتبة الثالثة عالمياً والأولى عربياً، من حيث الدول الكبرى المانحة للمساعدات الإنسانية لدول العالم بمبلغ 841 مليوناً و393 ألفاً و791 دولاراً أمريكياً، إلى جانب تصدرها أكبر الداعمين لليمن بمبلغ 799 مليوناً و161 ألفاً و812 دولاراً أمريكياً، وفق منصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة (FTS) حتى نهاية شهر يوليو لعام 2021م.
أخيراً يجب أن يعرف ويدرك الجميع أن التفوق الإنساني هو نتاج للدعم غير المحدود الذي يلقاه العمل الإنساني والإغاثي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -، ويعكس القيم الراسخة لقيادة المملكة وشعبها النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف، ويأتي ترجمة لتاريخ المملكة الناصع بالعطاء، وحرصها على مدّ يد العون لكل الشعوب والدول المحتاجة في العالم، واضعة نصب عينيها حياة الإنسان وكرامته وصحته أياً كان وأينما كان.
فلنفخر بالمركز الذي سيذكره التاريخ بالخير، وبإنسانيتنا المطعّمة بالتقدير والمحبة، وبوطننا البارع في الفعل والتوجّه.
الإعلام الوطني ودوره
توجه هيئة الإذاعة والتلفزيون بوصلتها نحو تقديم الصورة الحقيقة للوطن ورموزه وسياسته وإنجازاته وإنسانه عبر الشراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بجهود الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون حمد فهد الحارثي بمساندة من رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي.
فالوزير المكلّف ورئيس مجلس إدارة الهيئة لم يقبل الأهداف الثانوية، بل واجه واجبه نحو إعلام وطنه بشجاعة وأعلن ميلاد ضوء جديد، يقوم على كشف الحقائق والتبصير والتوعية والتثقيف والتنوير بالقضايا المهمة في الوطن والتطورات الجارية فيها وتعزيز صورة الوطن وسياسته داخلياً وخارجياً، وهو دور سيدخل إعلامنا التاريخ، لأن الأمنيات التي كانت تُتداول في الزمن الماضي قد تحققت على أرض الواقع، بفضل المناخ الذي وجهت به القيادة الرشيدة للمؤسسات الإعلامية حتى يساعدها في تقديم محتوى متطور يواكب متطلبات العصر.
التناغم وبالشكل الرائع مع سياسات الوطن وتوجهاته، كان حلماً بعيد المنال، واليوم استقبلناه، هناك تخطيط وعمل، هناك استفادة من كل الظروف السابقة، هناك أمل كبير بمعالي وزير الإعلام المكلف والعاملين معه في كافة الأجهزة الإعلامية الحكومية والخاصة، كلٍّ بحسب اختصاصه وخبرته وإمكاناته.. أمل لا نريده أن ينقطع أو يضعف..
إن الرؤية هي رسالة قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين، وأذكر ما قاله - حفظه الله - في إحدى اللقاءات التي استقبل فيها كبار المثقفين ورؤساء تحرير الصحف والكتّاب والإعلاميين، وقال: « أقول لكم يا إخوان نتحمّل مسؤولية الآن، وولي العهد معي وأبناؤنا نتحمّل مسؤولية.. ونحن يا إخوة وأخوات يا أبناء وبنات في بلد الإسلام والمسلمين، هي قبلة المسلمين؛ لذلك يجب أن يكون إعلامنا دائماً كما نحن سائرون، على نهج الكتاب والسنة الذي قامت عليه هذه الدولة، يجب أن نربي شبابنا أبناء وبنات أن يعرفوا ويتأكدوا ماهي أهمية بلدهم».
فايز الإنسان
منذ ثلاثين عاماً لا تراه إلّا مشاركاً في مناسبة إنسانية يساعد الناس، أو متحدّثاً إلى قائد أو مسؤول يبحث في الأعمال الخيرية والإغاثية، ويناقش مستجداتها.
فهذا الرجل الذي تربّى إنسانياً وأخلاقياً في وطنه، نهل معالم الإنسانية وسياقاتها من خلاله قادة وطنه الذين يرسمون البهجة والحبور على قسمات وجوه الناس، ويضيئون حياتهم، ويكونون بلسماً يضمد جراحهم، كان هو موضع ثقة المسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون خلال شهر رمضان المبارك 1443هـ ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتقديم برنامج «إنسان» عبر القناة السعودية، فعهد إليه بمهام رسائل إعلامية ومواضيع تنويرية، كان أهلاً لها وأنجزها بكل اقتدار وجدارة.
حلقات النجاحات العملية للفنان فايز المالكي مضيئة، فوفاؤه الكبير لوطنه وللإنسانية جعله يعانق النجاح بكسبه ثقة منظمة اليونيسيف بدول الخليج باختياره سفيراً للنوايا الحسنة، ويحمل عدة مناصب في هذا الموضوع في أكثر من 11جهة خيرية.
وساهم مساهمة كبيرة في إحداث نقلة هائلة في مضامين الإنسانية وتطبيقاتها المبتكرة، بعد أن أدى أدواره الإيجابية في المساهمة بمساعدة الأسر الضمانية بتوفير المسكن لتلك العائلات عبر منصة «جود الإسكان»، بعد أن كسب ثقة مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية، وكذلك في حملات تفريج كربة التي كانت على مستوى المملكة السعودية ورعاها ودعمها أمراء المناطق ونوابهم، وكذلك في الترويج لمنصة «إحسان»، وكعادته كان فارس الرهان الذي لا يمكن أن يخسر، فجاءت النتائج مواكبة لآمال وطموحات المسؤولين ومعينة لهم لتقديم جوانب إنسانية مميزة، كما أنه حريص على إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة لدعم الأطفال والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة على مدار السنة.
واستطاع فايز أن ينافس كيانات وأجهزة حكومية على الرغم من أنه عمل فرد، لكن التفاعل الدائم، وتسخير كل ما لديه من وقت وإمكانات وعلاقات في هذا التوجه، جعلا منه صاحب أثر قوي وبصمة واضحة.
إسهامات الفنان فايز ومبادراته، بوّأته منزلة رفيعة هو أهلها، وحاز جوائز كثيرة.
الملك سلمان والأمير محمد قدوة.. والمركز خير وعطاء.. وفايز رفيق وصديق في درب الخير.
برنامج «إنسان»
مع كل عدسة، ومن كل زاوية نظر، يجد عشاق الإنسانية أيَّاً كانت ديانتهم، في برنامج «إنسان» الذي يُعرض على شاشة قناة السعودية، التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون، فرصة لمشاهد قصص مختلفة عن الإنسانية، وإحساساً جديداً مفعماً بجمال المحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، ما جعل من هذا البرنامج واحداً من أكثر البرامج التلفزيونية حضوراً ومشاهدة في شهر رمضان المبارك 1443هـ، على الإطلاق، إذ تكتظ الشبكة التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي بالمشاهد المرئية والصور المؤثرة والإحصائيات والأرقام المتعلقة بجهود مركز الملك سلمان للإغاثة، تلك العدسة والزاوية التي لم تترك معاناة حالة وظروفها وإمكاناتها وقدراتها، ولا تفصيلاً من تفاصيل وصول تلك الحالة للمركز، ولا كيفية ابتكار حلول مستدامة لمعالجتها، ولا إيجاد حلول تحقق طموح وأحلام المعنيّ إلا ووثَّقته بالاعتزاز والفخر.
معاني إنسانية عظيمة تجلت في ذلك البرنامج إنساني الملهم، الذي يتجول فيه سفير الإنسانية الفنان فايز المالكي في المدن والقرى خارج المملكة، مسلطاً الضوء على مهام إنسانية، يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية، من خلال معايشة حالات إنسانية بواسطة فِرق إغاثية متخصصة، متلمّساً المعوزين والضعفاء وأصحاب المعاناة كاللاجئين والأرامل والأيتام والمساكين وغيرهم، ليعيش المشاهدون لحظات مؤثرة وجميلة، وهم يرون السعادة ترتسم على قسمات وجوه لطالما غابت عنها، بفضل توجّه مركز ذي قلب رحيم ويدٍ بيضاء معطاءة، وقيم مملوءة بالخير والإحسان والأمل.
في السودان لم يتمالك فايز نفسه ويحبس دموعه وهو يتفاعل بصدق مع حالة أحد السودانيين وهو يحكي تفاصيل اللحظات الصعبة التي مرت عليه وعلى أسرته وهو يجد نفسه في العراء دون مأوى ودون غطاء أو كساء أو دواء، بسبب الفيضان الذي غمر قريته الوديعة في ولاية نهر النيل خارج الخرطوم، وذهب بالزرع والضرع والأملاك والأنعام ودمر البيوت، فما كان من مركز الملك سلمان إلا أن قدّم 300 ألف سلة وحقيبة إيوائية وغذائية استفاد منها أكثر من مليون شخص وشملت جميع الولايات في السودان بتكلفة إجمالية تبلغ 17 مليون دولار.
وفي جيبوتي التقى فايز بإحدى السيدات اليمنيات، التي وجهت الشكر للمملكة، بعد أن وفر مركز الملك سلمان لها ولأبنائها الأمان، بعد العيش سنوات تحت جحيم ميلشيا الحوثي الإرهابية، التي سرقت أموالها ومنزلها، ودمروا مستقبل أولادها، وهذه اليمنية تسكن في القرية السعودية التي تحتضن 300 وحدة سكنية استفاد منها 1600 لاجئ.
أما في عمّان، فقد التقى فايز بأبي سامر ذا الـ56 عاماً الذي يعيش في الزعتري منذ 8 سنوات، وكان يعمل كمندوب مبيعات في مدينة «عرعر» في المملكة، وأثناء عودته إلى سوريا تعرض للحادث الذي تسبب في الكارثة، والتي حرمت بعض أبنائه من سماع صوته، الذين عاشوا بعده حالة نفسية سيئة، فما كان من فايز المالكي إلا أن أعلن أن مركز الملك سلمان للإغاثة وافق على حالة «أبو سامر» وسيجري له عملية جراحية، لاستعادة صوته مرة أخرى، هذا وقد تم تزويد أبو سامر بجهاز يحتوي على حنجرة صناعية يمكنه التحدث من خلالها، وهو بديل لإصدار الصوت، وساد بعدها حالة من الفرحة، بين أفراد أسرته.
كثيرة هي الدول التي وصل إليها مركز الملك سلمان، وزارها فايز عبر برنامجه المميز، وجميل جداً أن تظهر مشاعر من هم بين أزقة القرى والمخيمات متحمسين، وواجبهم في الشكر والعرفان يسابق حروفهم، وهم يدعون للمملكة بالازدهار والحفظ والتمكين، ولقائدها الهمام « سلمان « بدوام الصحة والعافية وأن يبقيه ذخراً للإسلام والمسلمين.
تراتيل للحياة الإنسانية
قال الشاعر:
إنسانيون ويحملنا عطفٌ
كي نمسحه الألما
نجبر كسراً نحضن قلباً
نروي قوماً كم عاشوا ظما
في نجدتهم وإغاثتهم
نحيي بمبادرةٍ أمما
قومٌ عاشوا في حاجتهم
عاشوا رغم الحاجة كرما
البرد الجوع يحاصرهم
فبكوا من حرقة ذاك دما
فنساعدهم ونعاونهم
فنمد يداً نرسم حلما
بحراً جواً برداً حراً
في خدمتهم أرضاً وسما
نعبر جزراً نقهر حرباً
ونضيء لعينيهم ظلما
إنسانيون لنا هدفٌ
نهطل غيثاً نبني قيما
ونجوب الدنيا نعمرها
ونثبت بالحسنى قدما
ونكون لمحتاج سنداً
ونكون على الدنيا رحما
إنسانيون ويحملنا عطفٌ
كي نمسحه الألما