أبي الحبيب..
وشقيق روحي..
صاحب الخلق الرفيييع والأدب الجم.. والابتسامة الصادقة.. والقلب النظيف..
البااار الواصل للرحم..
الحنون على القريب والبعيد..
أحبه كل من عرفه وعاشره
خلوق خلوق حتى مع من يعارضه أو يخالفه..
ما شبعت منه في الحياة..
ولا عشت معه طويلاً..
لكن حبه وحنانه ولطفه يسكن قلبي ويغمر كل ذرة في كياني..
ويعلم الله أني رأيت منه من الصبر والاحتساب والرضا حتى آخر لحظة في حياته ما تعجز كلماتي عن وصفها..
صحبته الأسابيع الأخيرة قبل وفاته فرأيت منه عجباً..
دائم الذكر لله..
والحوقلة والاستعانة بالله
لم أسمع منه اعتراضاً..
ولا رأيت منه تسخطاً أو جزعاً..
بل صمت وهدوء وسكينه ورضا..
رغم الآلام والأوجاع..
كلما تألم.. قال (يارب خفف عني)..
قبل ثلاثة أيام قال لي (أنا باموت)..
وكان يردد خلفي كل ذكر ودعاء
وإذا سمع الأذان رفع السبابة وردد معه..
كنت أدعو له عند كل فطر وفي كل سجدة وأي موطن للإجابة اللَّهم اجعل آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا أنت ولا تتوفاه إلا وأنت راض عنه)..
أسأل الله أن يقبل دعواتي له.. ويرضى عنه ويرضيه في جنات الفردوس..
لقنته الشهادة.. فتحرك لسانه معي.. ورفع السبابة..
خرج من الدنيا وآخر كلامه لا إله إلا الله..
غسله زوجي..
رافع السبابة يقول نفتح يده ونغسلها وترجع لوضع الشهادة..
مات مبطوناً..??
أسأل الله أن يجعل مأواه الجنة..
وأن يعلي منزلته
ويرفع قدره في عليين..
وينزله منازل الشهداء والصالحين
ويجعل ما أصابه كفارة له
وأرفع لدرجاته
وأن يبدله دارًا خيرًا من دار الدنيا
وأهلاً خيرًا من أهلها
ويجعل أول ليلة له في القبر خير ليلة مرت عليه..
ويجمعنا به على سرر متقابلين عند رب كريم..
ويجبر كسرنا في فقده..
ففقد الوالد لا يعرفه إلا من جرَّبه وذاق مرارته..
فقده كسر لاستقامة الظهر..
لكن رضينا بالله وبقضائه..
والملتقى جنات عدن..
عند أرحم الراحمين..
والله يغفر لنا ما قصّرنا في حقهم..
ويجعلنا الولد الصالح الذي يدعو لهم بعد الموت..
والسؤال لنفسي المقصّرة ولمن يقرأ كلماتي
ماذا أعددنا لمثل تلك اللحظات نزع الروح والخروج من الدنيا؟!
نسأل الله لنا ولكم ولكل مسلم حسن الخاتمة.. والثبات حتى الممات..
وأن يتوفانا وهو راض عنا..
** **
- بقلم ابنته/ نجلاء علي الغامدي