خالد بن عبدالكريم الجاسر
تصافح المملكة العربية السعودية في أواخر شهرنا الفضيل، ذكرى بيعة خامسة، لثقة ملكية ووطنية، دعمته هيئة البيعة بأغلبية ساحقة بلغت 31 صوتاً من 34، ليُسجل المشهد التاريخي مسيرة وطن حافلة بالإنجازات العظيمة، منذ مبايعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مُخطط الرؤية ومهندس الدولة السعودية الجديدة بإنجازاتها المميزة في كل مجالاتها، والتي تتسم بوضوح الرسالة وشمولية الأهداف ومرونة التطبيق، في مشهد مفصلي لتحولات جمة، انبثقت من رؤيته الثاقبة رؤية وطن طموح.
لقد كان رائد التحولات الاجتماعية التاريخية وصانع الاستقرار الاقتصادي والسياسي في الداخل والخارج. كاشفاً حجم العمل الحقيقي والمتواصل في كافة الاتجاهات والأصعدة، إذ جعل من ملفات عدة على مستويات سياسية واجتماعية وأخرى تنموية واقتصادية نقاط ارتكاز كان محورها الإنسان والمكان والزمان في مشروع متكامل، للوصول إلى تحقيق المنجزات على أرض الواقع، وفق خطط واضحة، مستشرفاً ملامح المستقبل المشرق للوطن، والتي وضعت المملكة في مصاف دول العالم المتقدمة.
وتمر علينا هذه الذكرى، ونحن ننعم في بلادنا بالأمن والأمان والازدهار بفضل التلاحم والترابط بين الشعب الوفي وقيادته الرشيدة، التي مَنَّ الله علينا بها، فيما يستمر جهد ولي العهد وهو يدعم أسس دولة حديثة بسواعد شبابها، بضخ دماء شابة في شرايين قطاعات الجهاز الإداري والتنفيذي للمملكة لتبدأ عملية الإصلاح والتنمية في كل مرافق الدولة.
حيث يؤمن برؤيته شعب التغيير والتجديد مسانداً أميرهم الشاب محمد بن سلمان، رغم التحديات والتحولات العالمية، مضى الأمير منطلقاً من الإرث العريق لبلاده ليعالج الحاضر وعينه على المستقبل، بتحولات نوعية أكدت أن سموه ربح الرهان عندما اعتمد على أبناء هذا الوطن في تحقيقه أهداف رؤيته الشاملة، بإصلاح أفقي لجوانب عدة تدعم الوطن والمواطن والمقيم على حد سواء، حملت معها الخير الكثير لسماء المملكة في أحلك الظروف التي تعيشها دول العالم من حروب ووباء قادته لبر الأمان.
لم يكن يوم 26 رمضان عام 1438هـ الموافق 21 يونيو 2017م بقصر الصفا في مكة المكرمة يوماً عادياً، بل ذكرى تدعونا للفخر بقيادتنا والاعتزاز بوطننا الغالي، لترسم فرحة شعب، وتسطر تاريخاً جديداً يُؤكد ما يحظى به ولي العهد من محبة الشعب، الذي عبّر خلالها عن مشاعر الحب والولاء والانتماء للقيادة والوطن، بلسان واحد يردد: على السمع والطاعة، نجدد البيعة لولي العهد.
إنه رجُل مُتسع أفقه لا يرضى بالفكر التقليدي، منهجه قائم على الحالمين من ذوي الإبداع والابتكار ولغة الأرقام. بل إنه رجل المهمات الصعبة والطموحات اللامحدودة والمستقبل المُشرق، لهذه الأرض المباركة، أرض الحرمين الشريفين، التي يُسطر أبناؤها وبناتها أروع الدروس والعبر في حبهم لوطنهم وملكهم وولي عهده المحبوب، عيون حارسة تذود عنه، وطواقم طبية تعالج وترشد، ومعلمون يدرسون ويدربون، ودُعاة خير فيها وغيرهم كثير لا يقف عطاؤهم، من أجل تقدم وتطور وطنهم الغالي. فما أعظمك من ملك وما أعظمك من ولي عهد وما أعظمك من وطن. نسأل الله أن يعزنا بديننا ويعز ديننا بنا فهو عصمة أمرنا ولا سبيل لعزتنا دونه.