وهذا الليلُ في المعنى ضئيلُ
ويبدو مِنْ كثافتِهِ القليلُ
يميلُ المُتعبونَ إلى التماهي
بأوجاعِ الحياةِ ولا أميلُ
أنا والليلُ ضدّانِ اسْتجابا
فكانَ الحُبُّ والشِّعرُ الجميلُ
تضيءُ فراشةٌ وتذوبُ أخرى
على حِضني فينطفئُ الفتيلُ
فأشعِلُ وردةً والماءُ بكرٌ
تدفَّقَ مِنْهُ دفءٌ سلسبيلُ
وعينُ الفجرِ في البُستانِ كسلى
ويرعاها ضميرٌ مُستقيلُ
هيَ الأحلامُ تأتي دونَ وعيٍ
ويركضُ خلفها أمَلٌ نحيلُ
أنا في النُّورِ مِحرابٌ وسربٌ
ويهزِمني السَّرابُ المُستَميلُ
إذا الأقمارُ صدّتْ عنْ سِراجي
فعذري أنَّني فيها الأصيلُ
لكلِّ إضاءة غمزتْ بليلٍ
ولم يسعفْني للمعنى دليلُ
وكلِّ جميلةٍ عبرتْ لقلبي
على الذكرى وعاودَها الصهيلُ
بخدِّ الليلِ شاماتٌ وعطرٌ
وآمالٌ تطولُ وتستطيلُ
ألمْ تَرني اعْتَكفتُ على فؤادي
فطالَ الدربُ واتَّسَعَ السبيلُ
وصارَ الليلُ أقصرَ ما أراهُ
يُزاحِمُني لمُوسيقاهُ إِيِلُ
فأعزِفُهُ على نورٍ ونارٍ
يُسايرُني الطُّموحُ المُستحيلُ
أوسِّعُ خُطْوةً فيها اشتِباهٌ
أعودُ بها إذا حارَ الدّليلُ
فتُدْركني على المسرى نُجومٌ
وتُشبِهُني على الأرضِ النخيلُ
** **
إبراهيم السالمي - شاعر عماني