قصيدة من وحي المعرض التشكيلي الشخصي (حديث النوافذ) للفنان فيصل الخديدي
حجرٌ وبابْ
ويدٌ تكرمش كفُّها
وعلى تخومِ عروقِها
نبَتت تجاعيدٌ
هِضاب
تدق عليه
في ولَهٍ
تفتّش عن جوابْ
والدمع
يحفر خِلسةً
خدًّا له لونُ الترابْ
والباب يوحي أنّه
ما عاد مثل زمانْ
بابْ
صمتت مفاصِله التي
كانت تُموسِق وقتنا
بصريرِها العذبِ
العذابْ
عند الصباح
صريرُها
يعني الذهابْ
وإذا همى مطرُ الظلام
تصر
تُنبي بالإيابْ
يا باب
ويحك
هل عرفت للحظةٍ
هذا الحجر
وهذه الكف التي
نبتت على اطرافِها
زهراتُ شوقٍ
هدّها طولُ الغِياب
يا ويح ويحك
هل قرأت حروفَ دمعٍ
فوق خدِّ الحزن ذابْ
هل كنت تعرف أن بعض الصمت
يفضي لاكتئاب
ها قد رجعتُ اليك
مكسور الجنابْ
وكأنّ أيام اغترابي
لم تكُن
محضُ اغترابْ
لا الشوق
رغم تصرُّم الأيام طابْ
ولا بقايا الجرح
في الأعماق طابْ
يا باب
ولّت كُلّ ملامح النقش العتيق
وكُنّا قبلُ نقرؤها كتابْ
وأنا المُتيّم فيك رغم البُعد
رغم الشوق
لا الوقت تابَ
لكي أعود
ولا صدى الأحبابِ
تابْ
** **
- أحمد الشريف