د. أبو أوس إبراهيم الشمسان
3- بحث (ما نقله ثعلب في مجالسه عن سيبويه، جمعًا ودراسةً)، وهو منشور في مجلة الجمعية العلمية السعودية للغة العربية، العدد الرابع، شهر ذي الحجة 1430ه.
كشف العيوني في مقدمة بحثه عن أهميته على نحو لا مزيد عليه، منها ارتباطه بعلمين شامخين، ومنها كشف ما قد تحدثه المنافسة في العلم، وفي البحث كشف عن نحو ثعلب وشخصيته العلمية، وكون الكتاب مصدرًا للنحو الكوفيّ، ومن هنا تأتي أهمية بحث الدكتور سليمان العيوني ليكشف جوانب من عمل علم بارز من أعلام النحو العربي هو ثعلب، ومن يقرأ البحث يتبين له بجلاء المعاناة التي عاناها في تتبع أقوال ثعلب وما نقله من الكتاب مع موازنته بأصوله للوقوف على حقيقة الأمر ومعرفة تفاصيله المتفرقة، ثم صاغ عمله صياغة محكمة ملتزمة بأصول المنهج العلمي وقواعده، وجاء حديثه عن صنيع ثعلب حديثًا جامعًا بين الفائدة والإمتاع، وكشفت له من الجوانب المجهولة ما يعد بحق إضافة علمية قيمة فاعلة في حقل النحو والصرف، رتب الدكتور العيوني مسائله ترتيب الألفية المألوفة وهو إجراء موفق، تناول في القسم الأول ما نقله ثعلب عن سيبويه، وأما القسم الثاني فدراسة منهجية استغرقت أربعة فصول عن دقة النقل وموقف ثعلب من نقوله وطريقته في الحكاية وإضاءة عن النحو الكوفيّ كما ظهرت في البحث، وهو أمر مهم إذ معالم النحو الكوفيّ على الرغم مما كتب عنها ما تزال بحاجة إلى مزيد جمع واستقصاء وبيان.
4-بحث (ما أعربه ابن كيسان من القرآن الكريم، جمعًا ودراسة)، وهو منشور في مجلة الدراسات القرآنية، الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، العدد السادس، جمادى الأولى، 1431هـ.
يدل الإقدام على عمل علمي كهذا على أمور منها الشجاعة العلمية التي يتصف بها الدكتور سليمان العيوني؛ إذ يقدم على درس علم كتبت عنه ثلاث رسائل علمية، ويدل على استقصاء الباحث إذ وجد أنّ ثمة مجالًا للقول على الرغم من تلك الرسائل، ويدل على رغبة قوية في خدمة لغة القرآن، ومن هنا تأتي أهمية بحث الدكتور سليمان العيوني ليكشف جوانب من عمل علَم بارز من أعلام النحو العربي هو ابن كيسان، تتبع العيوني أقوال ابن كيسان المتفرقة في كتب التراث، ثم صاغ عمله صياغة محكمة ملتزمة بأصول المنهج العلمي وقواعده، فجاء حديثه عن إعراب ابن كيسان حديثًا جامعًا بين الفائدة والإمتاع، تناول في القسم الأول إعرابات ابن كيسان وجعلها الباحث في 37 مسألة مرتبة ترتيب المصحف، وكنت وددت لو ميّز النقل المحتوي على إعرابه وأبرزه، ثم شرع في دراسته، وأما القسم الثاني فدراسة منهجية استغرقت أربعة فصول عن نقل إعراباته ومنهجه ومذاهبه في إعراب القرآن ومصطلحاته النحوية، رصد الباحث إعراب 42 آية، وكشف عن منهج ابن كيسان ببيان أهم الظواهر من ربط للإعراب بالمعنى وتجنب القول بالزيادة في القرآن وبين العيوني ما انفرد ابن كيسان به من إعرابات، وبين ما في بعضها من غرابة، وكشف عن تتبعه لأساليب القرآن واللغة العربية، وأوضح استقلال شخصية ابن كيسان فهو قد يوافق البصريين وقد يوافق الكوفيين.
5- بحث (حكم اللفظ الأعجمي إذا وافق لفظًا عربيًّا، وأثر ذلك في النحو والترجمة [التعريب الـمُتَرْجم])، بحث شارك به العيوني في مؤتمر اللغات والترجمة الثالث، الذي نظمته الجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة بعنوان (الترجمة والتعريب في المملكة العربية السعودية)، من 11-13/1/1431، في جامعة الإمام، الرياض.
هذا بحث طريف وفق الدكتور سليمان العيوني إلى معالجة قضاياه، وهو دليل على اهتمامه بواقع الاستعمال اللغوي، وقد أعجبني موضوعه وتناوله قضاياه، بيّن العيوني في التمهيد المقصود بالأعجمي الموافق للفظ عربي، وتناول في الفصل الأول ألفاظًا أعجمية قديمة وافقت ألفاظًا عربية، وعالج في الفصل الثاني الخلاف في حكم اللفظ الأعجمي إذا وافق لفظًا عربيًّا، وأما الفصل الثالث فجعله لأثر التعريب في أبواب النحو من مثل الوزن التصريفي، والاشتقاق، والعلم، والتسمية، والممنوع من الصرف، والتصغير، وفي الفصل الرابع تطبيقات حديثة لألفاظ أعجمية حديثة وافقت ألفاظًا عربية، وجعل الفصل الخامس لأثر التعريب المترجم في الترجمة. وتبين من عمله الدقيق أن تعريب الترجمة وسط بين الترجمة المحضة والتعريب المحض، وأنها كانت معروفة عند القدماء، وأنها أدنى إلى القبول حين يكون الأعجمي منتشرًا، وهو من الناحية العملية واقع جار على ألسنة الخاصة والعامة، ولذا ينبغي تقديمه عند الترجمة ما لم يكن في العربية مقابل عتيد، وتعريب الترجمة طريق آمن؛ لأنه لا يعاند قواعد اللغة، وعزز الباحث أفكاره النظرية بما عرضه من تطبيقات وبما اقترحه من تعريبات، وكان يمكن لهذا البحث أن يكون أكثر عمقًا لو اعتمد المنهج التاريخي الكاشف عن رحلة الكلمات والاقتراض بين اللغات؛ إذ لعل بعض الكلمات التي تناولها البحث هي عربية الأصل رحلت ثم عادت إلى العربية مرة أخرى.
** **
الأستاذ في قسم اللغة العربية - كلية الآداب - جامعة الملك سعود