الإسلام دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فهو لا يصادر المشاعر ولا يحْجب العواطف، وإنما يهذبها ويوجهها توجيهًا إيمانيًا لتعود بالخير على صاحبها..
بعد إتمام الصيام يجب أن نفرح لأداء العمل الصالح، وبقاء الأجر والأمل، فلله الحمد على ما وهب وأعطى، وامتن وأكرم، ولله الحمد على فضله العميم ورحمته الواسعة بهذا العيد وموسم الفضل والرحمة؛ وبهما يكون الفرح ويظهر السرور لإعلان العيد..
وجاء العيد فالفرحة والسرور، والتوسع على الأهل، فالعيد في معناه شكرٌ لله على تمام العبادة، وفي معناه الإنساني يومٌ تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة عنوانها الزكاة، والإحسان، والتوسع..
قال تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ .. ويقول الله تعالى: وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ..
اعذروا من نسيكم فخيركم
من يبدأ بالسلام
اليوم عبر مواقع التواصل تشعبت دوائر علاقاتنا الاجتماعية وزاد فيها الأصدقاء والمتابعين من غير الأهل والجيران وزملاء العمل، لذا اعذروا من نسيكم من رسائل التهنئة، واقبلوا من تذكركم برسالة جماعية والتمسوا للناس عذراً، حتى تدوم المودة..
وإذا أحب أحدنا أن يستمتع بفرحة العيد، لا يسأل نفسه لماذا فلان لم يرد على رسالتي أو اتصالي، بل بادر أنت بالتواصل وإرسال رسائل التهنئة واكسب الأجر، وقد تفلح عبارة صغيرة أرسلتها بالتسلل لداخل قلب من أرسلت إليه.
أحياناً في المناسبات السعيدة، قد تسمع كلمات جارحة أو ردا جافا أو عدم اهتمام برسائلك من مقربيك ومحبيك، فتجاهل الأمر وأعرض عنه ولا تستعجل بالرد ففي الكتمان خيرٌ عظيم، قال تعالى: فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ .
العيد فرصة للدعوة الى التسامح وتنقية القلوب، والحث على نسيان الماضي التعيس، والدعوة لتجديد المشاعر، وتصفية النفوس، واغتنام الأجر حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه نهى عن المهاجرة، وأمر أن يكون عباد الله إخواناً، وقال عليه الصلاة والسلام: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». فالواجب على السائل وعلى صاحبه أن يزيلا ما بينهما من التهاجر والتباغض والتعادي، وأن يتوبا إلى الله تعالى من ذلك، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام، وإذا قدر أن أحدهما استمر على هجره فإن خيرهما الذي يبدأ بالسلام، فليبدأ أخاه بالسلام، وليسلم عليه، فإن رد عليه السلام فذلك المطلوب وهو من نعمة الله عليهما جميعاً، وإن من لا يرد السلام فقد باء بالإثم وربح المسلم، كما قال عليه الصلاة والسلام: «خيرهما الذي يبدأ بالسلام»..