يغادر الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي، كرسي إدارة التحرير للشؤون الثقافية بعد مسيرة حافلة من العمل الثقافي والفكري استمرت لأربعة عقود، حيث حفلت هذه المسيرة بالعديد من الأعمال الثقافية المتميزة من أبرزها صدور المجلة الثقافية، إلى جانب العديد من الإصدارات الثقافية، وفي هذا الصدد عبر جمع من المثقفين عن تقديرهم للمسيرة الفكرية والثقافية للدكتور إبراهيم التركي، وقد رصدت الجزيرة شيئًا من هذه المشاعر من أبرزها ما ذكره الدكتور عبدالله الغذامي الذي يقول: «ترجل فارس الكلمة بعد نضال ثقافي دام لعقود هي لحظة لشكره على منجزه الثري، وهي لحظة للشعور بلوعة ترجل الفارس عن صهوة جواده».
أما الأستاذ الدكتور صالح بن معيض الغامدي فيقول: «بالتأكيد، ستفقد الساحة الثقافية طلتكم الأسبوعية البهية المميزة في الجزيرة الثقافية، التي ارتبطتم بها وارتبطت بكم، ولكن عزاءنا أنك ستظل فاعلًا ثقافيًّا مميزًا في وطننا، ونتطلع إلى قراءة سيرتكم الذاتية كاملة قريبًا إن شاء الله. فإلى اللقاء دكتورنا العزيز».
فيما أكدت الدكتورة فاطمة بنت فيصل العتيبي أن التركي مؤسسة ثقافية حيث تقول: «أ. إبراهيم التركي مؤسسة ثقافية على هيئة إنسان.من المعهد العلمي في عنيزة إلى معهد الإدارة إلى مدارس رياض نجد.
وتبقى رحلته في ثقافة الجزيرة علامة فارقة في الثبات والاستمرار ومناصرة الثقافة.
إذا كان أ. سليمان العيسى رحمه الله نشر أول مقال لي فإن أبا يزن سلمه الله نشر أول قصة كتبتها».
أما الدكتور عبدالواحد الحميد فيقول: «بعد سنوات حافلة بالعطاء المتميز يترجل الدكتور إبراهيم التركي عن كرسي إدارة التحرير الثقافي لجريدة الجزيرة. لقد عرفناه مبدعًا في شعره ونثره ودراساته وتحريره الثقافي، وقد خدم الساحة الثقافية بسخاء وإخلاص، وهو جدير بالتكريم من الوسط الثقافي والإعلامي الرسمي وغير الرسمي».
فيما عبر أ. حمد القاضي عن ألمه بهذا الخبر بقوله: «أشجتني مقالتك الوداعية لكن لن أطالبك بالتراجع فأنت لم تتخذ القرار فجأة وأعرف أنه يراودك منذ زمن ولك قناعاتك التي أملت قرار نأيك قلّص شجني أنك هجرت الصحافة والحرف التزامًا لكن لن تتأبّاه حين يأتيك طوعًا لا أن تذهب له كرهًا».
في حين قال الدكتور: عبدالرحمن بن عبدالله الواصل «منذ أكثر من 4 عقود وأنا أقرأ ملحق أدب وثقافة في صحيفة الجزيرة وإلى صدورها مجلَّةً ثقافيَّةً، وقد نشرتْ لي ما يقرب من 80 قصيدة، بل وحين اختفت الصحافةُ الورقيَّة أو تقلَّصت صفحاتُها أكرمني أخي العزيز أبو يزن الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي ببعثها إليَّ إلكترونيًّا كلَّ خميس».
فيما أشار الدكتور: محمد بن سليمان القسومي إلى شخصية التركي المرهفة حيث يقول: «د.إبراهيم شاعر مرهف الحس وكاتب عذب الكلمة ومحاور يأسرك بلطفه ودماثة خلقه..التقيته في نادي أبها الأدبي ثم في عضوية لجنة المشورة الثقافية لمهرجان الجنادرية..وكنت قبل ذلك أسمع الثناء عليه والإشادة بمواقفه وأياديه البيضاء..وأستكبر الأخبارَ قبل لقائه#فلما التقينا صغّر الخَبَرَ الخُبْرُ».
أما الأستاذ الدكتور: عبدالرزاق الصاعدي فيقول: «الدكتور إبراهيم التركي يضع النقطة الأخيرة في مسيرته الصحفية الثرية في الجزيرة. شكرًا على المنجز الأدبي الثري والزاد الثقافي الأسبوعي الذي دام لعقود».
فيما عبر الدكتور: محمد المشوح عن رفضه لمغادرة إبراهيم التركي، وقد عبر عن ذلك بقوله: «بعد «أربعةِ عقودٍ من الكتابة المنتظمة نشر خلالها رقمًا يصطفُّ في خانة «آحاد الألوف»
هكذا كتب الصديق د. إبراهيم التركي عن وداعه للصحافة، حيث عاش وعشنا معه, أجل إنهالحظة مؤلمة لقامة أدبية كُبرى،كان فيها أحد أكبر محركي المشهد الثقافي السعودي بكل اقتدار، ونقول له هذا وداع مرفوض!».
وقالت الأستاذة الدكتورة: زكية بنت محمد العتيبي: «حزن عميق يتملكني هذه اللحظة
يحزنني ترجّل الكبار وهم في أوج قوتهم ونجاحهم عن قيادة أماكن كانوا هم سرّ تألقها. نشهد الله أن د.إبراهيم التركي الذي كان يقتنص الكُتاب الأفذاذ للمجلة الثقافية اقتناصًا هو هذا النبيل المكتوب في هذا المقال عن نبله. ماجاءها طامعًا، وتركها قانعًا».
في حين أشار الأستاذ الدكتور عبدالله بن علي ثقفان، إلى قدرة التركي على تعامله مع الحرف بقوله:»أسفت كثيرًا عندما قرأت خبر مغادرة الأخ العزيز الدكتور إبراهيم التركي للجزيرة الثقافية؛ فقد كان ربانًا ماهرًا مقدّرًا لكل من يتعامل مع الحرف، وذلك في عصر كثُر فيه من يدّعي الكتابة؛ ولكن ما يخفف الأسف أنه سيبقى متعاملًا مع محبوبته الثقافة طوال حياته التي أرجو أن تكون أسعد وأهدأ مما مضى».
فيما قال الأستاذ الدكتور: إبراهيم الشتوي: «كنت قد تحدثت عن وجهة نظري في عمل الدكتور إبراهيم التركي في مقالتي (المحلية والعالمية) واليوم أفاجأ كغيري بهذا القرار الذي لا أستطيع أن أقول فيه إلا ما قال أحمد بن الحسين:
ألا لا أرى الأحداث مدحاً ولا ذماً
فما بطشها جهلاً ولا كفها حلما
قد يطيب لي مثل الأفاضل الذين تعجبوا من القرار».
وقد رصدت الجزيرة هذه الآراء عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر وكانت تفاعلًا مع خبر مغادرة التركي للجزيرة، والجدير بالذكر أن التركي له مسيرة حافلة في الشأنين العلمي والإداري، فكانت ولادته ونشأته بين: عنيزة وحائل والرياض، وله تسعة أشقاء وشقيقات، وابن واحد «يزن»، وثلاث بنات « هتون - تالا- شدن «، وثلاثة أسباط : عبدالرحمن - فيصل - فرح.
وتلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة العزيزية بحائل والمتوسطة والثانوية بمعهد عنيزة العلمي وبكالوريوس ودبلوم عالي جغرافيا من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، والماجستير في تقنيات التعليم والتدريب من جامعة سان دييغو الحكومية في الولايات المتحدة، أما الدكتوراه فمن جامعة كولمبس في الولايات المتحدة، وتعددت خبراته في المجال العملي فكان باحث إحصاء - هيئة الإحصاءات والمعلومات «لبضعة أشهر»، ثم معيدًا، فمساعد مدرب فمحاضرًا فأستاذًا فمدير عام مركز تقنيات التدريب، ثم شغل مدير عام الطباعة والنشر في معهد الإدارة العامة حتى 1998م.
كما شغل نائب رئيس شركة رياض نجد التعليمية والمدير العام لمدارسها منذ عام 1998 حتى 2015م، إلى جانب عضويته بمجلس إدارة في بعض المؤسسات التعليمية، كما عمل ويعمل مستشارًا إعلاميًا وثقافيًا لعدد من الجهات والشركات وأشرف على مكتب «براعة الذات»، وقدَّم وراجع عددًا من الكتب بطلب من مؤلفيها، أما في مجال التدريب والأنشطة فقد شارك ببحوث وأوراق عمل باللغتين العربية والإنجليزية في مؤتمرات وندوات في المملكة والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وألمانيا ومصر وتونس والمغرب والأردن وغيرها.
وكما التحق ببرامج مكثقة في القيادة الإدارية والتقنيات التدريبية والإعلام والتربية في أميركا وبريطانيا وأستراليا وسواها.
وتعاون مع إذاعة الرياض عشرين عامًا مذيعًا ومعدًا ومقدم برامج وقارئ نشرات حتى عام 2000م.
وشارك في عدد من اللجان الثقافية والإدارية، وكان عضوًا في لجنة التدريب بالغرفة التجارية في الرياض كما كان أحد مؤسسي الشركة الأكاديمية للخدمات التعليمية.
كما أنه متعاون مع الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر منذ إنشائها ورأس لجنة التطوع فيها عدة سنوات حتى منتصف عام 2017 م ومستشار متطوع فيها.
إلى جانب عضويته بالجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة ومستشار مهرجان عنيزة الثقافي.
ونائب رئيس مجلس إدارة شركة تعليمية كبرى ورئيس لجنتها التنفيذية. ورئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة (العربية دون قواعد) المنفذة من مؤسسة الراجحي الإنسانية.
صدر له العديد من المؤلفات، منها سبعة عشر كتابًا تأليفًا منفردًا وهي: سفر في منفى الشمس، كان اسمه الغد، مالم يقله الحاوي، الإدارة بالإرادة (عبدالله العلي النعيم)، وفق التوقيت العربي، كي لا يؤرخ أيلول، من حكايات الشيخ عبدالرحمن السعدي، الإطار يكفي، دور العولمة في التحول التربوي بالمملكة، دوائر ليس إلا، إمضاء لذاكرة الوفاء، فواصل في مآزق الثقافة العربية، سيرة كرسي ثقافي، المضادات الثقافية، خيمة وألف صمت (ديوان شعري)، عبدالرحمن العلي التركي العمرو: الألفية لا الأبجدية، الذاكرة والعقل: قراءة في المتغيرات الثقافية.
أهدى جميع كتبه لوالده: عبدالرحمن العلي التركي العمرو رحمه الله، ووالدته: موضي الصالح الرعوجي حفظها الله.
له أكثر من ثلاثين كتابًا آخر تحريرًا ومشاركة، ومنها: الاستثناء عن غازي القصيبي، عبدالله بن خميس، جميل الحجيلان «عميد الإعلام والدبلوماسية»، خالد الفيصل،من أعلام الثقافة السعودية «ستة مجلدات» (وهي من إصدارات الجزيرة الثقافية).
إلى جانب كتب إعلامية عن معهد الإدارة ومدارس رياض نجد، وكتاب: ناصر السلوم « بالمشاركة مع د. عبدالرحمن الشبيلي.