د.سماح ضاوي العصيمي
عندما يغيب التطرف وتنشل الأدلجة الفكرية وتنتهي تيارات الهوى وأجنداتها، تزدهر الأعمال وتتحسن جودة الحياة ويزيد الانتعاش ويقوى الاستقرار الاقتصادي، فالعلاقة طردية بين جودة الحياة والازدهار مع الأمن الفكري الذي هو نظام أنثروبولوجي اجتماعي مهما تعددت أنماطه إلا أنه يبقى رأس حربة يوجه ضد المجتمعات النقية؛ فعندما تنحرف الأفكار وتسود الصراعات وتُسّيس الإقصاءات وتتربع الخصومات الفكرية بين الأفراد ينعكس ذلك تباعاً على المجتمع الذي بدوره يفقد نقاءه وبنيته الفكرية السليمة، ويخيم شبح الإرهاب الفكري عليه وتتحلل القيم والأخلاق في كثير من مفاصله؛ ونتيجة ذلك الحتمية أجيال تفقد جودة الحياة وتستنزف الأفكار التنموية ويتدنى مؤشر الازدهار الفكري والثراء الاقتصادي.
فالعالم من حولنا يطرح أمثلة حية على علاقة الفكر بحياة الشعوب واقتصادها، فالمجتمع القابع تحت مطارق الأدلجة المتشددة أو الانحرافات الفكرية المتحررة بلا ضابط ديني أو إنساني مجتمع يصارع العيش على أقل مستوى من المتطلبات الإنسانية للحياة.
** **
- محاضرة بجامعة طيبة