د. إبراهيم بن جلال فضلون
جميع الناس سواسية أمام الله، لذا ينطبق ذلك على الأزمات والإرهاب، فكلاهما يُقرّب البشر من بعضهم البعض ويجعلهم في خط واحد متساوين، فالقناص الإرهابي خطط بمنتهى الدقة لجُرمه المشهود، متباهياً به حتى بطريقة نشره على الفضاء الالكتروني «الإنترنت». إلا أنه أغفل أهم نقطة وهي الحاسمة والفارقة في كل القضية، أنه يقوينا لا يُفرقنا، فالإرهاب لا دين له ولا وطن، يُريدُ تقسيم البشر ومُجتمعاتهم أيا كانت مذاهبهم أو عقيدتهم، فهو لا يُفرق بين أحد على أساس الدين أو الهوية أو الجنسية أو حتى القرابة، أخ أخت أب ابن...، لكن الأجمل في القضية أنه يمكنه كذلك أن يقرّبهم من بعضهم البعض، ويوحدهم على قلب رجل واحد.
وفي كُل مرة يضرب ذلك الفاسد العابث بمجتمعنا، إلا ويجدنا حائط صد منيعاً، وحصناً لا يُقهر أبداً، بكل مناطقنا وها قد وجدنا بقرية «الدالوة» بمحافظة الأحساء، ملحمة في الوحدة الوطنية في تآلف وتصاهر يشُد بعضه البعض بأرض الحرمين الشريفين، لا تركع لغدره الإرهابي، الذي تمثل في 81 شخصاً، اعتنقوا الفكر الضال والمناهج والمعتقدات المُنحرفة الأخرى، مهددين حياة إخوة لنا راح ضحية جُرمهم 8 أشخاص وإصابة 9 آخرين، وقد جاء القصاص السريع عادلاً بتنفيذ حكم الإعدام فيهم.. فهل فهم من يُغرر بهم خامنئي في أراضينا العربية وخاصة اليمن؟.
إن ما يبعث على الارتياح أن المجتمع الدولي أدان هذا الهجوم، القاتل عمداً لأُناس أبرياء من ذات وجوه وحشية، خطرة وجب علينا في هذه البقاع الكريمة الحيطة من غدرها مجتمعين أثناء تشييع ضحايا الحادث الإرهابي إلى مثواهم موشحين بعلم المملكة وحولهم عشرات الآلاف من سكان الأحساء وقراها ومدنها وربوعها جميعاً، بل وربط على قلوبنا حضور لافت من كافة مُدن ومناطق المملكة العربية السعودية مُسطرين فصولاً من الملاحم الوطنية التي لن ينساها بشر ولا التاريخ، منبهين ومؤكدين حرصهم على نبذ الإرهاب بجميع أنواعه، ووقوفهم مع كل الإجراءات والتنظيمات التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد -حفظهما الله-.
أيها الإرهاب، لقد خابت نواياك في سر وفي علن، فلا تُفرقنا يداك مهما جلبت من أفاعيل الشياطين والجن، ولن تجد منا إلا جُنداً لله بأرضه، حفظ الله أمننا وحُراسه وأرضنا وأن يُقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.