د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
في غياب السيدة نورة بنت محمد العديلي (أم راكان) - رحمها الله - زوجة الصديق معالي الدكتور فهَّاد بن معتاد الحمد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الأسبق حفظه الله، مع الاعتذار عن قصور المبنى والمعنى؛ فالفقد أكبرُ من كلِّ لغاتِ الشعرِ والشعراء..
للفقدِ لونٌ وللعمرِ الجميلِ مدى
فما عهدنا حياةً ترتضي أحدا
نعيش.. نعشى.. ونرتادُ المسارَ سُرى
والصبحُ بعد السُّرى يرعاه من حمَدا*
ضوءٌ إلى الشوق، بل شوقٌ يُنير صُوىً
وليلُنا مددٌ لا يحتويه صدى
والحلمُ يرتادُنا شمسًا تُظلِّلُنا
وفي المساءِ حكاياتٌ لمن سَردا
فننثني في زوايا حاصرت مدنًا
ونحسبُ الكونَ ظلًا وارفًا سندا
كذا قضى اللهُ أن ننسى مواجدَنا ..
ولا نرى تعبًا يرتاد منْ وَجدا
كنَّا.. ظننَّا.. وهِمنا.. والدُّنى عبرٌ
والحيُّ يشقى.. وبعضُ الحادثات ردى
يا أمَّ راكانَ.. منْ للصبرِ يحملُه
كما حملتِ.. فما استبقيتِه كمدا
يا أمَّ راكانَ.. كنتِ النورَ لم تهِني
وفي مدى اسمِكِ وسمٌ يستمدُ نِدا
لم تيأسي رغم أعوامٍ ثمانيةٍ
والله يعلمُ ما أسررتِه جَلدا
أيقنتِ عزمًا وتسليمًا وعمقَ رضًا
بما قضى اللهُ.. يا بشرى لمن صمَدا
ويا لَصبرِكِ.. يجزيكِ الرحيمُ بما
يجزي من احتسبوا.. طوبى لمن سعِدا
ويا صديقي أبا راكانَ.. ما لغةٌ
تكفي.. وكلُّ قوافي الشعرِ محضُ سُدى
يعيا البيانُ.. ويبقى الودُّ يجمعُنا
وللدعاءِ مسارٌ نرتجيه غدا
عزاءُ قلبٍ لراكانٍ وإخوتِه
فالذكرُ لا يكتفي من فضلِها عددا
* المثل العربي: (عند الصباح يحمد القومُ السُّرى)
** **
د. إبراهيم بن عبدالرحمن التركي - الرياض
23 رمضان 1443هـ - 24 أبريل «نيسان» 2022م