محمد بن عبدالله آل شملان
مدخل:
قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيده الله ـ، أثناء افتتاحه أعمال السنة الثانية من الدورة الثامنة لمجلس الشورى، في 30 ديسمبر 2021م: «إن بدء المرحلة الثانية من رؤية المملكة 2030 يدفع عجلة الإنجاز، ويواصل الإصلاحات، لازدهار الوطن، وضمان مستقبل أبنائه، بخلق اقتصاد متين متنوع، يواجه المتغيرات العالمية.ولقد باركنا إطلاق سمو ولي العهد للعديد من المشروعات، ذات الرؤية المستقبلية، التي تدعم أنظمتها، الاستدامة والازدهار، والابتكار، وقيادة الأعمال، مما يوفر فرص العمل ويحقق عوائد ضخمة للناتج المحلي».
وهكذا يسمو الوطن ويعلو ويصعد إلى أعلى المدارج.. عندما تكون الإشادة في أهلها، غير أنه في حالتنا هذه تتآلف ملامح أكثر رقيًا وأبلغ وأرفع درجات الإشادة، فهي شهادة الفخر من قائد استثنائي إلى قائد استثنائي، محمد بن سلمان قامة كبيرة من قامات هذا الوطن المعطاء، لا يختلف اثنان على علو منزلته في نفوسنا، وقدره في قلوبنا.
في عينه اليمنى وطن
«ما نمر به اليوم تاريخ لا يُنسى وتحدٍ مع الزمن سنجني قريبًا منجزات وأعمالاً لا تخطئها الأنظار، المملكة تتقدم بخطى ثابتة في برنامج ضخم يهدف إلى التطور والتغيير.. وطموحنا لا حدود له»، جمل وعبارات في إحدى المناسبات تكشف بعضًا من فكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في الحكم والقيادة، وتفكيكها يضع نهجًا نادرًا ونوعيًا في المبادرة والإخلاص والإلهام والطموح والتحفيز والتميز التي حققت المنجزات حتى الآن في مجال رؤية المملكة الاستراتيجية 2030، التي لا يمكن أن تحصر أو توجز في سطور.
يوم 26 رمضان، هو الذكرى الخامسة لتولي سموه ولاية العهد، وهو يوم نقف فيه بكل إجلال وتقدير أمام مدرسة في الحكم والقيادة تتسع كل يوم، مرتكزها الجملة السابقة التي تحمل بين طياتها كل معاني القيادة الرشيدة، القادرة على ترجمة أحلام مواطنيها إلى واقع، وتحويل تطلعاتهم إلى حقيقة، لا تدخر في سبيل ذلك جهدًا ولا تتأخر.
فـ «طموحنا لا حدود له « تعني من جملة أهدافها، المبادرة والقدوة والتحفيز، لتجاوز التحديات والعقبات، وأن يكون القائد أنموذجًا لشعبه في القدرة على تنفيذ الخطط والحصول على النتائج، كما أنها تعني الالتصاق المباشر بالشعب، يحمل أملهم وألمهم وطموحهم وهدفهم، ويعايش حياتهم حتى يتمكن من تغييرها إلى الأفضل.
ليس للأفضل فحسب، بل الوصول بهم إلى قمم في الإنجاز لم تكن متوقعة، وهنا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حقق لأبناء وطنه أكثر مما يتوقع، حتى صاغ معادلة المملكة الجديدة بأنه ليس هناك شيء مستحيل أمام القيادة والشعب، ولا قوة يمكن أن تقف أمام إرادة القيادة وشعب المملكة.
من تلك الجمل والعبارات نفهم أن الطريق لا يزال في أوله، فما دام هناك قمم عليا، فوطننا ذاهب إليها مستندًا إلى تلك الرؤية الوطنية الفريدة التي لا تعترف بالصعب أو التوقف أو الراحة، بل هو عمل ثم عمل ثم عمل، وعلم ومعرفة واقتصاد واستثمار؛ لتحقيق هدف واحد فقط لا غير، هو سعادة شعب المملكة ومن يعيش على أرضها.
هي استراتيجية متكاملة تضمنت رؤية مستقبلية واضحة ونهجًا تجاوز المدى، بروح عمل جماعية، تصنع الفرق وتؤثر بالإيجاب في حياة شعب المملكة، بل تمتد بمبادرات عالمية إقليمية وعالمية ليمتد أثرها الإيجابي إلى الملايين من البشر في نواحي الأرض الأربع.
منذ أن تم الإعلان عن الرؤية السعودية 2030 وحتى هذا اليوم، كنا ومازلنا شهودًا على منجزات وحكايات وقصص نقلبها، فلا نشاهد إلا اعتزازًا وطنيًا وطموحًا يعانق السماء، وقيمًا إنسانية رفيعة، وسياسات تنموية بثت الأمل في نفوس المواطنين والمقيمين.
في عينه اليسرى أجيال المستقبل
قصة سمو الأمير محمد بن سلمان لها مبتدى، لكنها قصة من دون منتهى، فصولها تأتي واحدًا بعد الآخر على مسرح الحياة، لتحرك الشغف بالآتي من تلك الرؤية، ومن وزرائه وفريق عمله الذين تشربوا الأسلوب، وتعلموا قيمة خدمة أبناء وطنهم، ليس لشيء، سوى حياة أجمل وأهنأ للعيش، ومنح أجواء آمنة لأداء العمل والاستثمار لكل من المواطن وكذلك المقيم وكذلك الزائر.
لذلك، نحن المواطنين ومن هم معنا في هذا الوطن في نعمة، لأننا في الوطن الأنموذج، في وطن تجد فيه القائد يتجوّل بين مناطق حكمه، يتفقد أحوالهم، ويتلمس احتياجاتهم عن كثب، وهو يعيش في حالة من الاطمئنان بأنه يسكن قلوبهم وعقولهم، لأنه يؤدي الأمانة التي أؤتمن عليها بكل إخلاص، ولأنه منح نفسه لخدمة شعبه، فجاء الأثر الذي نعيشه، التصاق قيادة هذا الوطن بالشعب، وتلاحم الشعب مع قيادة هذا الوطن، فأصبحت المملكة تتقدم بخطى ثابتة في برنامج ضخم يهدف إلى التطور والتغيير، ليرتقي اسمها إلى القائمة الأفضل، والقادم أجمل وأفضل على قمم أعلى، بالطاقة المتجددة من مناسبة 26 رمضان، كما وعدنا القائد محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ: « نلتزم أمامكم أن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعّال لخدمة المواطنين، ومعًا سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعًا، مزدهرة قوية، تقوم على سواعد أبنائها وبناتها».
على يديه يتحدث التصدّر
الأرقام والإحصائيات تجدها في حكايات سمو الأمير ـ حفظه الله ـ وفريق عمله جمالاً وروعة، تنير طول طريق الهدف، وتبدد وحشة التحديات والمصاعب، تسمعها في التصاريح الإعلامية وتقرأها العيون الجذلة في المؤسسات الصحفية والإلكترونية التي ترنو للمنجزات.
نرى طيف احتفائية تدشين الرؤية السعودية 2030 وذكراها والإحساس بها، كلما سمعنا رقمًا بالنسبة المئوية نظرنا إلى صورة الأمير محمد بن سلمان في ذلك التدشين، وهو يقول: «إنها تُعبّر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة، غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة، يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر»، وحينها تتساءل عن سر النجاح وسر الأرقام الأبدي، وكأنها تشعرك وأنك تسير في المسار الصحيح، لتحقيق الخطة الاستراتيجية، بالأرقام والمؤشرات الحقيقية والصريحة التي ألزم به سمو الأمير نفسه وفريق عمله.
الأرقام والإحصائيات تشرق بها شمس الوطن عطاءً لاتجاهاته الأربعة بأكملها من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، فعلاً ومصابرة وتحملاً، وتتعلق بها نظرات الكبار والصغار بحثًا عن الأمان والسعادة والرفاهية والنجاح.
أسلوب سمو ولي العهد في الرؤية السعودية 2030 في تقييم الأداء يكون عن طريق الإنجاز الموثّق بالأرقام والإحصائيات، وأما تقييم الأداء عن طريق الشعارات البراقة والخطب الرنانة والمواقف الكلامية السفسطائية فليس أسلوب العمل الصحيح في وطننا. إنجازاتنا في رؤيتنا الطموحة تسطّر للتنافس العالمي، وتوثّق عبر هيئات منفصلة، ومن دون أدنى شك فتقدمنا في المؤشرات العالمية كان بفضل توفيق الله سبحانه وتعالى ثم قيادتنا الرشيدة واللجان المعنية وفرق العمل الدؤوبة في قطاعات الدولة المختلفة.
يستند إلى قوة الأرقام والإحصائيات أبناء الوطن، فتظل نفوسهم عامرة مفتوحة بالثقة والحب والوفاء، لتثبت أن كل الجهود والأعمال هي في صالح احتياجاتهم في الاقتصاد والصحة والتنمية الاجتماعية وغيرها، وتُذكّرهم بثقافة الكفاءة والتنافسية والقوة الذاتية وآثار المشروعات والمبادرات.
والأرقام والإحصائيات كثيرة وكثيرة في كل القطاعات والمجالات، لا يكفي هذا المقال وغيره لذكرها، والأرقام والإحصائيات متوفرة في المنصة الإلكترونية للرؤية السعودية 2030، ولا شك أن قراءتها، تعطينا دليلاً ناصعًا على الثمار الإيجابية لرؤية سموه وسلامة النهج الذي يتبعه وطننا في ظل قيادته الرشيدة.وصدق سمو ولي العهد ـ حفظه الله ـ حين قال: «مستقبل وطننا الذي نبنيه معًا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم «، فقد تحقق ما قاله.
في قلبه نزال لا يأفل أبدًا
يكفينا فخرًا أن سمو الأمير محمد بن سلمان منّا وفينا، نعايش أعماله قبل أقواله، ونلمس رؤاه وفكره من خلال نوافذ جديدة من الحضارة والنمو والتطور على يديه وفق الرؤية السعودية 2030، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويكفينا فخرًا وبهجة، أن هذا القائد الملهم نشاهده كل يوم، يحيطنا بالثقة والقوة، ويمنحنا العزيمة والأمل، ويدفعنا إلى خوض المستقبل بلا تقاعس أو تلكؤ.
لذلك فطموحه ـ حفظه الله ـ كان مثل طموح أبناء وطنه: «طموحنا أن يكون اقتصادنا أكبر مما نحن فيه اليوم، كيف نخلق بيئة جذابة وجيدة ورائعة في وطننا، كيف نكون فخورين في وطننا، كيف يكون وطننا جزءًا مساهمًا في تنمية وحراك العالم سواء على المستوى الاقتصادي أو البيئي أو الحضاري أو الفكري».
لكن في قلب سموه نزال لا يأفل أبدًا، تجاذبه وتنازعه الخواطر بقوله: «الحياة قصيرة جدًا وهناك الكثير من الأشياء بإمكاننا صنعها للوطن، أنا حريصٌ أن أراها تتحقق بأم عيني، هذا هو السبب في أنني في عجلة من أمري»، وقوله: « أخشى أن يأتي اليوم الذي سأموت فيه دون أن أنجز ما في ذهني لوطني».