الرياض - عوض مانع القحطاني:
دشن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للصناعات العسكرية في الرياض معرض الدفاع العالمي 2022 في النسخة الأولى، الذي نظمته الهيئة العامة للصناعات العسكرية خلال شهر مارس الماضي.
وشهدت مشاركة أكثر من 590 شركة حول العالم تُمثل 42 دولة، بالإضافة إلى مشاركة وحضور عدد من الأجهزة الحكومية الوطنية في قطاع الدفاع والأمن ومن القطاعات الأخرى ذات العلاقة بقطاع الصناعات العسكرية والدفاعية، التي اشتملت على العديد من المعدات العسكرية المتنوعة.
واطلع سمو ولي العهد على مركز القيادة والتحكم الافتراضي الذي تم تجهيزه بأحدث الأنظمة والتقنيات التي تحاكي مستقبل مراكز القيادة والتحكم من إنتاج كبرى شركات الدفاع العالمية.
كل عامين
ويهدف المعرض الذي تنظمه الهيئة العامة للصناعات العسكرية مرّة كل عامين إلى دفع عجلة تقدّم صناعات الدفاع والأمن محليّاً وعالمياً من خلال تسليط الضوء على آخر التطورات التقنية في الصناعة وأنظمة التوافق العملياتي عبر كافة مجالات الدفاع الخمسة: البرّ والبحر والجو والفضاء وأمن المعلومات.
وقال معالي محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبد العزيز العوهلي ان تنظيم هذا الحدث الرائد في قطاع صناعات الدفاع والأمن في المملكة، يمثل أداة استراتيجية لدعم مساعي المملكة نحو توطين أكثر من 50 في المئة من الإنفاق على المعدات والخدمات العسكرية بحلول 2030، مشيراً إلى أن مستوى الطلب العالمي على المشاركة في المعرض كبير، وهو ما يؤكد مكانة المملكة الدولية وموقعها الريادي في هذا القطاع.
وأضاف العوهلي أن المعرض يقدم بيئة مثالية للتواصل والتفاعل بين الحاضرين، بهدف تعزيز الشراكات الدولية في مجالات الصناعة والابتكار مؤكداً أن أبواب الشراكات والاستثمار مفتوحة للمصنعين ومزوّدي الخدمات الدوليين الذين يشاركون المملكة رؤيتها لدعم نقل التقنية وتطوير الكفاءات وتوطين الصناعة.
من جهته أكد الرئيس التنفيذي لمعرض الدفاع العالمي السيد آندرو بيرسي أن المعرض قد صُمم ليكون أحد أبرز معارض الدفاع والأمن في العالم ولا سيما من خلال البرامج عالمية المستوى التي يقدمها والمعدّة لتحفيز التواصل والتفاعل بين المشاركين والحاضرين، لافتاً إلى أن مستوى الطلب يعد غير مسبوق على مستوى أولى النسخ من المعارض المماثلة حول العالم، الأمر الذي يعكس أهمية قطاع الدفاع والأمن في المملكة ومستهدفاتها الواضحة لدعم التنوّع والنمو الاقتصادي عبر تطوير قطاع الدفاع، مشيراً إلى أن المعرض يتطلع لتحفيز محادثات هادفة حول مستقبل القطاع بين الحاضرين من زوار ووفود وجهات عارضة يمثلون أكثر من 80 دولة.
مرافق نوعية
وتمّ تصميم مقرّ معرض الدفاع العالمي بمساحة 800 ألف متر مربع؛ مما أتاح للمعرض التوسع بسرعة لتلبية الطلب الكبير الذي فاق حجم مساحات العرض المتاحة. وتشمل مرافق المعرض 3 قاعات ضخمة لأجنحة الجهات العارضة ومدرج للطائرات بطول 3 كيلومترات لاستضافة العروض الحيّة للطائرات العسكرية، بالإضافة إلى معروضات الطائرات الثابتة والمعدات العسكرية البرية الثابتة والحيّة، ومركز قيادة وتحكم افتراضي مجهز بأحدث الأنظمة والتقنيات التي تحاكي مستقبل مراكز القيادة والتحكم من إنتاج كبرى شركات الدفاع العالمية.
فرص استثمارية كبيرة
وقدّم معرض الدفاع العالمي «برنامج لقاء الشركاء» الذي سيتيح حوالي600 مقابلة شخصية مباشرة، تجمع بين مورّدين مختارين ومجموعة واسعة من المشترين وصناع القرار حول العالم.
وستعقد لقاءات مرتَّب لها مسبقاً عبر نظام متطوّر يتيح التواصل الأمثل بين الجهة المستوردة والجهة الموردة، حيث يعزّز البرنامج دور معرض الدفاع العالمي باعتباره البيئة المثلى للقاء الشركاء في صناعة الدفاع والأمن.
أما «برنامج التعرُّف على المملكة وتوجهاتها الاستراتيجية في القطاع» فسلط الضوء على فرص الشراكة والاستثمار الهائلة في صناعة الدفاع والأمن السعودية، حيث أتاح البرنامج للجهات المحلية والعالمية العارضة التعرف على أبرز الجهات الحكومية السعودية في القطاع، واستعرض آخر المستجدات فيما يخص المبادئ التوجيهية في المشتريات وعروض المناقصات، ومتطلبات الاستثمار وعمليات الشراكة للعمل بما يتماشى مع استراتيجية وأهداف صناعة الدفاع في المملكة.
عروض لأحدث التقنيات
وقدم معرض الدفاع العالمي لأول مرّة «مركز القيادة والتحكم» وذلك عبر 6 عروض يومية لمدة 20 دقيقة، حيث يحاكي المركز القيادة الاستراتيجية في مجالات التوافق العملياتي مستعرضاً مجالات القيادة والتحكم والاتصالات وأجهزة الحاسوب والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع تحت مفهوم مركز العمليات المشتركة.
وضمّ المعرض منطقة خاصة بالشركات الناشئة تحتضن أحدث التقنيات المبتكرة من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة حول العالم، حيث أتيحت فرصة حصرية لهذه الشركات للتواصل مع المستثمرين وأصحاب القرار بهدف الحصول على الدعم والتمويل.
فعاليات عالمية المستوى
وقدم المعرض حلقات النقاش يومية وعروض تقديمية للجمهور تناقش الرؤى والأفكار التي نجمت عنها بعض التقنيات المعروضة. وقدمت مجموعة من الجهات السعودية التي تساهم في بناء الصناعة والاقتصاد في المملكة جلسات حوارية سلطت الضوء على التحوّل المتسارع لصناعات الدفاع والأمن المحلية.
وتعزيزاً لدور المرأة في قطاع الدفاع والأمن، قدّم المعرض برنامجاً بعنوان «المرأة في قطاع الدفاع»، حيث اجتمع نخبة من القيادات النسائية الملهمة في المجال حول العالم خلال اليوم العالمي للمرأة وسيتم تقديم مجموعة من الكلمات وحلقات النقاش حول التنوّع والشمول، ودور المرأة المحوري في هذا القطاع الواعد.
اتفاقات مع شركات عالمية
وقّعت وزارة الاستثمار 12 مذكرة تفاهم مع مجموعة من الشركات العالمية الرائدة في قطاع الدفاع، بحضور وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، ومحافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد بن عبد العزيز العوهلي.
وتهدف الـ 12 مذكرة إلى تعزيز الاستثمار في الفرص الواعدة بقطاع الصناعات العسكرية بالمملكة، وتوفير الممكنات التي تقدمها وزارة الاستثمار، إضافة إلى التباحث بشأن إنشاء مقرات إقليمية لعددٍ من الشركات في المملكة.
وأوضح المهندس الفالح أن الاستثمار في قطاع الدفاع يمثل أحد التوجهات الحيوية والإستراتيجية التي تقع في صميم رؤية المملكة 2030، حيث تستهدف المملكة توطين التقنية والعلوم العسكرية وإيجاد وظائف جديدة في القطاعين العام والخاص، منوهاً بأن المملكة من خلال الإستراتيجية الوطنية للاستثمار، تتيح للمستثمر الأجنبي الاستثمار في قطاع الدفاع بملكية كاملة، للاستفادة من الفرص النوعية في الصناعات والتصنيع العسكري، مبيناً أن قيمة الاستثمارات في القطاع ستصل إلى أكثر من 37 مليار ريال بحلول عام 2030م، وأن من المتوقع أن يُسهم قطاع الدفاع بحوالي 17 مليار ريال من الناتج الإجمالي المحلي في عام 2030م.
وأشار الفالح إلى أن توقيع وزارة الاستثمار مذكرات التفاهم مع 12 شركة عالمية يهدف إلى استكشاف الفرص الاستثمارية، وبناء القدرات المحلية، والمساهمة ضمن مساعي الهيئة العامة للصناعات العسكرية على صعيد نقل التقنية وتوطينها، وتطوير أنظمة التصنيع في القطاع الدفاعي، ويستهدف افتتاح مقرات إقليمية لعدد من الشركات العالمية في المملكة.
كما أعلنت الهيئة العامة للصناعات العسكرية، على هامش معرض الدفاع العالمي، الحدث العالمي الرائد في قطاع الدفاع والأمن، عن 22 اتفاقية مشاركة صناعية مع عدد من الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في الصناعات العسكرية والدفاعية، وبقيمة إجمالية للمشاركة الصناعية بلغت حوالي 8 مليارات ريال سعودي.
وشملت الاتفاقيات عدداً من المجالات كأعمال توطين مباشرة للمنظومات والأنظمة العسكرية، وبناء قدرات نوعية في المجالات الصناعية المستهدفة كبناء خطوط إنتاج ونقل وتوطين التقنيات والخدمات، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها وتمكينها من العمل في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية.
وكانت الهيئة العامة للصناعات العسكرية قد عملت على إعادة هيكلة الشق العسكري من برنامج التوازن الاقتصادي ليصبح «برنامج المشاركة الصناعية»، والذي يهدف إلى استثمار القدرات المحلية القائمة وتطويرها، إضافة إلى بناء قدرات جديدة في المجالات الصناعية المستهدفة، حيث تتمثل أبرز مستهدفات برنامج المشاركة الصناعية في توسيع قاعدة الصناعات العسكرية المحلية في القطاعات ذات القيمة المضافة، والعمل على توفير شبكة للخدمات والدعم الفني للصناعات العسكرية، وتحفيز الاستثمار المباشر والشراكات الاستراتيجية مع الشركات العالمية في القطاع، ونقل التقنيات والمعارف في الصناعة والخدمات والبحث والتطوير، بالإضافة إلى تطوير الكوادر البشرية القادرة على العمل في الصناعات المتخصصة.
حضور لافت
وقد شهد معرض الدفاع العالمي في نسخته الأولى، مشاركة واسعة من كبرى الشركات المحلية والإقليمية والعالمية، ومن الجهات الحكومية العسكرية والمدنية، بالإضافة إلى حضور لافت من قادة الصناعات الدفاعية والأمنية ونخبة من الشخصيات العسكرية والسياسية حول العالم، باعتبار المعرض حدثاً عالمياً، وأحد أكبر المعارض الدفاعية والأمنية المتكاملة في العالم، والذي يركّز على التكامل والتشغيل المشترك بين أنظمة الدفاع الجوي والبري والبحري والأقمار الاصطناعية وأمن المعلومات، وذلك تحت سقف واحد في بيئة مثالية للتواصل والابتكار وتحفيز الشراكات ونقل التقنية وتنمية الكفاءات المحلية، مما سيسهم في دعم مسيرة تحقيق مستهدفات القطاع على صعيد توطين ما يزيد على50 في المائة من الإنفاق الحكومي على المعدات والخدمات العسكرية بحلول 2030.
زيارة الرئيس المصري
وضمن الزيارات الرسمية التي تمت للمعرض في نسخته الاولى فقد اصطحب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية. وتجول فخامته برفقة سمو ولي العهد على مرافق معرض الدفاع العالمي وما يحتويه من مشاركات محلية وإقليمية ودولية.