الحمد لله الذي من علينا بشهر مبارك عظيم، شهر رمضان الذي جعله الله موسماً للأجور والأرباح، وسبيلاً لكل عاقل يبحث عن تغيير نمط حياته، وكفرصة لانطلاقة جديدة لتربية النفوس وتقويمها وتزكيتها من الأخلاق السيئة، وتعويدها للأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس، شهر العبادات والتقرب إلى الرحمن بالصيام والقيام وتلاوة القرآن، أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، شهر الصدقات والإحسان، تفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف فيه الحسنات، شهر الاستجابة والكرامات.
بالأمس كنا نترقب هلاله ونستبشر به الخير واليوم نتفيأ ظلاله، فقد أوشكت قوافل العتقاء على الرحيل، سرعان ما مرت هذه الأيام المباركة لنصل إلى العشر الأواخر واللحظات الأخيرة التي نودع فيها هذا الشهر الفضيل وهذه الأيام المباركة التي ميزها الله بوجود ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم.
ونحن في الكويت بلاد الإنسانية والعمل الخيري بلاد الأيادي البيضاء والمرابع الخضراء، جبلنا منذ القدم على فعل الخير والعمل الصالح وهذه عادات تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا، وتتضافر الجهود في شهر الخير وخاصة في العشر الأواخر منه نحو الاعتكاف وقيام الليل وختم القرآن للفوز بالخيرات والعتق من النار، ولتكن فرصة لنجدد الدعوة لشبابنا نحو المبادرة إلى التعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير والسعي نحو بناء مجتمع هادف يسعى كل من جهته للإعمار والإصلاح والتنمية.
وفي الختام وجب أن يكون الوداع محملاً بالعطايا والطمع بالعفو والغفران والعتق من النار، ندعو الله أن يعيد أمثال هذه الأيام المباركة علينا وعليكم وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأن يسبغ علينا جميعاً موفور الصحة والعافية وجعلنا الله وإياكم من المقبولين.
** **
- فيصل الحمود المالك الصباح