الجزيرة - الثقافية:
فجع الوسط الثقافي بوفاة الناقد والشاعر علي غرم الله الدميني الغامدي، بعد معاناة شديدة مع المرض، وعن عمر يناهز الرابعة والسبعين عامًا في مدينة الدمام، ورغم ظروف المرض التي أحاطت بالدميني إلا أن مسيرته العلمية لم تتوقف، وقد عانى من المرض -رحمه الله- إلا أن أمله بالحياة وثقته بالله عز وجل كانت هي الأوثق لنفسه، فعاش محبًا للحياة عاشقًا للثقافة والأدب محييًا لشعره الذي صلبته الأزمان والسنون.
ولد علي الدميني الغامدي بقرية المحضرة بمنطقة الباحة، في العاشر من شهر مايو عام 1948م، أكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، وقد حصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية في العام 1974م وعمل نحو 8 سنوات في أرامكو في وظائف متعددة، ثم انتقل للعمل بالبنك الأهلي التجاري العام 1984م.
ويصنف بأنه أحد أبرز الشعراء الحداثيين الذي كان لهم تأثير على الساحة الأدبية والثقافية وخصوصًا في حقبة الثمانينيات، وقد عرف الدميني إلى جانب جنوحه إلى التجديد والتغيير في الكيان الشعري فهو إلى جانب كونه شاعرا جريئا ومحبا للتغيير والتجديد هو أيضًا شعره عميق ودقيق ويبرز ذلك في ديوانيه يعبران عن هذا العمق وهما: (رياح المواقع)، و(بياض الأزمنة)، وقد عكست قصيدته (الخبت) عمق تجربته واشتهرت به واشتهر بها، كما أن الصحافة الثقافية لها نصيب من الدميني حيث أسس الدميني مجلة «النص الجديد» المعروفة وهي مجلة ثقافية تصدر من مدينة الدمام في أول الثمانينيات وتضمنت تجارب ونصوص حداثية، إلى جانب أن الدميني كان له قلمٌ سيال فكتب في الصحافة السعودية في مختلف الصحف إلا أن صحيفة اليوم كان لها النصيب الأكبر من كتاباته.
وقد غادر الدميني الساحة الثقافية بعد أن أثرى الساحة الفكرية بعدد من الإصدارات: رياح المواقع، وبياض الأزمنة، ومثلما نفتح الباب، وبأجنحتها تدق أجراس النافذة، وخرز الوقت، وإشراقات رعوية لجسد الماء، وكان له حضور في الميدان الروائي عبر الأعمال: الغيمة الرصاصية: أطراف من سيرة سهل الجبلي، و أيام في القاهرة وليال أخرى، و أمام مرآة محمد العلي، وكما حظيت أعماله بتقدير بعض الجهات الثقافية ومن أبرزها: في الطريق إلى أبواب القصيدة: علي الدميني: دراسات وقراءات نقدية وشهادات عن تجربته الشعرية والثقافية - نادي المنطقة الشرقية الأدبي عام 2015م.
وقلق القوس والكتابة : قراءات نقدية في أوراق الشاعر علي الدميني - إعداد وإصدار جمعية الثقافة والفنون بالدمام عام 2018م.