تحل في هذا اليوم السادس والعشرين من رمضان المبارك ذكرى عزيزة وغالية علينا جميعاً، وهي مرور خمسة أعوام على مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد. ونحن نستذكر ذلك اليوم التاريخي وتلك المناسبة الغالية يشرفنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله ورعاهما - بمناسبة هذه الذكرى المباركة.
وتأتي ذكرى هذه المناسبة الغالية والمملكة تنعم بفضل الله بمزيد من الرخاء والاستقرار، متجاوزة كل الصعاب التي هيمنت على العالم بأسره خلال العامين الماضيين من جراء التداعيات الاستثنائية التي ألقت بظلالها على كل الدول والشعوب، وهي تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وما رافقه من تحديات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. حيث ضربت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أروع الأمثلة في التعامل مع هذه التطورات التي أربكت العديد من الدول المتقدمة وهزت اقتصاداتها وأنظمتها المالية والصحية والاجتماعية.
كما تأتي ذكرى البيعة لهذا العام في سياق تطورات الأحداث العالمية الخطيرة وتداعياتها على أكثر من صعيد، ولكن بفضل من الله، ثم بحكمة وحنكة قادتنا استطعنا تجنيب الآثار السلبية على معيشة المواطن والمقيم من خلال المحافظة على سلاسل الإمداد وتوفير كافة الاحتياجات، ولاسيما ما يتصل بالجوانب المعيشية بشكل مباشر.
وتتزامن هذه الذكرى المباركة مع استمرار المزيد من النجاحات والمبادرات والبرامج الوطنية التي انعكست في العديد من المشاريع الكبرى، ولاسيما في قطاع الاستثمار والسياحة وجعل المملكة قاعدة جذب استثماري يطمح رجال الأعمال والشركات والرساميل الأجنبية للحصول على جزء من الفرص الواعدة في المكان الأكثر جاذبية على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، مدعوماً بحزمة من التشريعات والشفافية وحوكمة مجتمع الأعمال بما يضمن مصالح الجميع في بيئة عادلة وتنافسية تتمتع باقصى حدود الحرية والانفتاح.
إن الأعوام القليلة الماضية المليئة بالإصلاح والتجديد شهدت نقلة نوعية غير مسبوقة ونهجاً لا يحده سقف من طموح ولا يعترف بالمستحيل، فهي مسيرة حافلة بإنجازات عملاقة تفوق معيار الزمن وتكسر كافة وحدات القياس على الأصعدة كافة؛ فما تم إنجازه بخمسة أعوام يفوق التصور والتخطيط وإمكانات التنفيذ بعقود من الزمن. ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نفخر ونثمن تلك الجهود المباركة سائلين رب العزة والجلال أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأن يمدهم بعونه وتوفيقه، وأن يسددهم على طرق الخير والإصلاح والنماء، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.
** **
- خالد بن إبراهيم بن عبدالعزيز آل إبراهيم