عبدالله عبدالرحمن الغيهب
في صحيفة الجزيرة العدد 17991 ليوم الجمعة 1443/9/21 الموافق 22 أبريل 2022 كتب رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك مقالاً مضمخاً بعبارات الوفاء لزميل رافقه لما يقارب سبعة وثلاثين عاماً وهو الدكتور إبراهيم التركي، وبقدر ما كان المقال يحمل عبارات الوفاء جاء مشحونًا بكلمات التأسف على ابتعاد التركي عن العمل كمسؤول عن تحرير المجلة الثقافية واضطلاعه بدور كبير في التحقيقات والتصحيح والكتابة عن الشخصيات الثقافية.
لقد عدد رئيس التحرير في مقاله المشار إليه مشاركات التركي ووقوفه الجاد ليستمر العطاء وتظل الجزيرة باسقة في كل مراحلها قوية ووفية دون أن يثنيها شيء أو يضعف عزيمتها عن مواصلة المسيرة.
نعم، كلمات الوداع صعبة وجاءت صريحة وجلية في مقال سعادة رئيس التحرير ومثله المقال الذي كتبه الدكتور التركي بنفس العدد كعادة الكبار وفاء ومشاعر ومواقف.
نعم، لرئيس التحرير جهوده وقدراته وإصراره على أن تظل الصحيفة باسقة وثابتة فلا تهزها رياح التغييرات والتبديلات التي عايشتها الصحف الورقية بعد أن دخلت الصحف الإلكترونية منافساً جديداً في عالم متجدد ومتسارع إعلاميًا وإداريًا فقد بقيت «الجزيرة» تصدر بنسختيها الورقية والإلكترونية وفية للوطن بكل مستوياته ومع قرائها دون أن تثنيها الإمكانيات أو تعطّل تقدمها عن أداء رسالتها الوطنية ووفية لكل العاملين بها زملاء وكتاباً. هكذا تكون مواقف الكبار بعظمة المهمات والأدوار وبعظمة الوطن وما يستحقه من تضحيات ومواقف لا تلين أو تتراجع لتستمر المسيرة ويرتفع البناء وتتكامل الجهود لرفعة الوطن وتقدّمه.