سمر المقرن
يتحوّل الظلام إلى نور.. والفقر إلى غنى.. واليأس إلى أمل. عندما يمتلك الإنسان الإصرار لتحقيق الأمنيات. في حين الركون لليأس والتعلق بأهداب الإحباط توقد فتيل القنابل التي تدمر الإنسان شيئاً فشيئاً وتسلمه لأغلال القنوط.
ولكن.. كيف يحقق الإنسان المستحيل؟ الحل ببساطة لا سحراً ولا شعوذة إنما عدة نصائح تؤكد أن الإصرار يفعل المستحيل ويحقق المعجزات والأمنيات، وكما قال توماس باكستون: (مع موهبة عادية ومثابرة غير عادية كل الأشياء قابلة للتحقيق) وهو ما فعله أشخاص عدة عبر التاريخ، ومع إصرارهم على النجاح فعلوا المستحيل وحولوا فشلهم إلى نجاح، ومنهم «مارك كوبان» الأبرز في عالم المقاولات فقد باع إحدى شركاته فقط بمبلغ مليار وسبعة من عشرة دولار أمريكي بعد أن حقق نجاحاً من رحم الفشل في عدة مهن مارسها ووظائف فشل فيها في بداياته عندما كان يعمل نجاراً وطاهياً وحتى كنادل، ومع الإصرار والمثابرة أصبح أكبر مقاول في العالم! و»والت ديزني» الذي اتُّهم بالفشل وتم فصله ككاتب ومحرر بدعوى أنه يفتقر للخيال والإبداع، لكنه لم يركن لليأس وثابر وأصر على النجاح ليؤسس إمبراطورية ديزني التي جذبت قلوب وعقول كل أطفال العالم وأسس قناة ديزني أيضاً.
و»الاس جونسون»، صاحب سلسلة فنادق شهيرة حول العالم والذي تم طرده من وظيفته كعامل في ورشة لنشر الأخشاب في سن الأربعين ولكنه لم يستسلم لليأس وكافح لتحقيق أحلامه ورهن منزله وبدأ في بناء بيت صغير ثم باعه واستمر في عمله حتى أصبح يمتلك سلسلة فنادق تعد الأشهر حول العالم وغيرهم كثيرون آمنوا أن الإصرار يحقق المعجزات!
ولكن كيف يحقق الإصرار والمثابرة الأحلام والمعجزات؟
يقول كونفوشيوس: (عندما يبدو لك تحقيق الهدف محالاً، لا تغيره بل غيّر طريقة عملك لتحقيقه، نعم فقد يكون الأسلوب غير مناسب لتحقيق الهدف)، أو كما قال خبير التنمية البشرية إبراهيم الفقي -رحمه الله- (العقل مثل المغناطيس عندما يرى صاحبه يحقق ولو بالتخيّل سيجذب له الأشخاص والمواقف والآليات التي تساعده على تحقيق الهدف).
الفشل ليس نهاية العالم وإنما جزء من التجربة أو الأساس الذي يبنى عليه النجاح فيجب تجاوزه واعتباره نواة للنجاح بالإصرار والمثابرة. ولولا محاولات عباس ابن فرناس المتكررة وفشله المستمر وإصراره على النجاح ما تم اختراع الطائرات بعد ذلك، فقد أخذوا من فشله نواة لاختراعاتهم الناجحة التي جعلتنا نطير فوق السحاب. وطريق النجاح يجب أن يكون مفروشاً بالتعلم من أخطاء الماضي وعدم الندم الذي يورث مزيداً من الفشل وبمزيد من الثقة بالنفس وتقسيم الأهداف وعدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد والاسترشاد بآراء وتجارب الآخرين من أهل الثقة والابتعاد عن السلبية والسلبيين!
كل ذلك يجعل الإصرار لا محالة وسيلة لتحقيق الأحلام والمعجزات.