عبدالعزيز بن سعود المتعب
لست ممن لا تعنيهم الذكريات - بتنوّعها حلوها ومرّها- وإن حاولت التعايش مع ردّة فعل تأثيرها كغيري الكثيرين من الناس وإظهار تجاوزها بسمت إلى حين ولكن جمرها لا يلبث أن يظهر للعيان متى انحسر عنه رماد الحزن المتراكم مع أول ريح شجن تتفاعل مع إعصار مشاعر يستعصي على التفسير، فالحاضر هو امتداد للماضي في كل مناحي الحياة ناهيك أن يكون على الحيّز الشخصي حيث لا مناص من مواجهة وقع كل ما تستدعيه ذاكرة العمر بمجمل لحظاته ومنعطفاته ويبقى الفراق الأزلي المتمثل بموت من تحب ورحيله عن هذه الدنيا الفانية بلا عودة ولا أمل بالرجوع أمضّ ما يخطر في البال من ذلك هذه الأيام الرمضانية التي يتذكر كل منّا فيها من كانوا معنا في رمضان الماضي رحمهم الله.
- وقفة من مرثيتي في شقيقي عبدالله - رحمه الله:
فقدناك يا عبدالله أخوي ولد سعود
لكن عند ربي ما فقدناك يالغالي
فكل نفس ترحل لاوفا أجلها الموعود
وهالموت دربٍ ممشيٍ أول وتالي
خيالك بقى لو إنت بالمقبره ملحود
ما غابت ملامح وجهك الطاهر قبالي
مع الصبح تشرق شمسك بقلبي الملهود
ومع الليل قمرا ذكرياتك على بالي
بكتك البراءه والتواضع وريح العود
وبكاك الوفاء ما هو لمنصب ولا ريالي
وبكاك الذي تعطيه ما ترتجي له فود
تبيها من الله ربك الواحد العالي
وبكاك الصديق اللي معك ما مشى منقود
على عهدك الماضي عن الدرب ما مالي
مضيت لرحيم أرحم من أمٍ على المولود
كريمٍ ملك قدّوس عليم بالحالي
هو المبدئ المعيد الوارث المعبود
سميع الدعاء جنح الدجا الباعث الوالي