م . سعد بن إبراهيم المعجل
لقد رحل عنا عميد أسرة المعجل العم صالح بن عبدالعزيز المعجل صاحب الوجه البشوش والقلب الكبير، يوم السبت الثامن من رمضان عام 1443هـ. لقد كان كريماً وشهماً أحبه الجميع، لا يتوانى عن مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف؛ وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض»، ومحبة الناس له تشهد على ذلك.
لقد فقدنا رجلاً كان حريصاً على جمع عائلة المعجل والبقاء على أواصر الترابط والمحبة بينها، وكان هذا نهجه ليس مع عائلة المعجل فقط بل مع جميع العائلات التي تربطها مع عائلة المعجل قرابة نسب أو معرفة أو عمل، فقد كان ديدنه - يرحمه الله - حب الخير ونشر الإخاء والمودة بين الناس.
لقد كان العم صالح - يرحمه الله - باراً بوالديه؛ يقوم على خدمتهما ويرعاهما ويستمع لمشورة جدي عبدالعزيز - رحمهما الله -، وأيضاً كان حريصاً على علاقته الطيبة وصلة رحمه لإخوته وأخواته، فقد كان بمثابة الوالد للجميع بعد وفاة الجد عبدالعزيز - رحمهما الله -.
من حسن حظي أن عمي صالح - يرحمه الله - كان قدوتي في العمل؛ لقد دفعتني خبرته واجتهاده للانطلاق بخطى ثابتة وهامَة مرفوعة، وأحد الدروس العملية التي تلقيتها منه عندما عملت معه - يرحمه الله - في دكان لبيع التمر وسط سوق مليء بالمنافسين؛ فقد كان وجودي مع عمي وملاحظتي لكيفية إدارته دورة مكثفة عن قرب في المفاوضات والتسويق، والحرص على إيفاء الكيل، وعندما أسست وإخوتي الشركة التضامنية معه؛ حيث كانت بداية تنظيم عملنا في كيان مؤسس، نعمنا بالانسجام والتناغم مع العم صالح - يرحمه الله - وأبنائه.
رحل صاحب الوجه البشوش والخلق الفاضل والأدب الجم وبقي أثره بين الناس، وترك ذكرى جميلة وسيرة حسنة، رحل العم صالح - يرحمه الله - بعد أن زرع المحبة في قلوب الجميع، رحل وسط دعوات المحبين بالرحمة والمغفرة له وغُيّب جثمانه الطاهر في مقبرة الشمال بالرياض بعد الصلاة عليه في جامع البابطين.
اللهم أحسن عزاءنا، واجبر مصابنا، وألهمنا الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.