سهوب بغدادي
فيما تعد مكة المكرمة العاصمة الدينية للمملكة العربية السعودية يتجلَّى جوهرها في كونها قبلة المسلمين ومقصد العالم الإسلامي ككل، لذا يتخصص المسلم مكانًا مميزًا لهذه الأرض الشريفة في القلب، وكانت عناية قاداتنا وخدمتهم للحرمين الشريفين على مر السنين خير دليل على هذه المكانة خاصًة مع انتهاء فترة الجائحة -لله الحمد- وعودة الحياة الطبيعية، واحتفاء الحرمين بالمسلمين في شهر رمضان كما عهدناه دومًا، في منظر تراص الصفوف كالبنيان، فلله المنَّة والحمد من قبل وبعد، في الوقت الذي تشهد فيه بكة، مشروع مسار مكة الذي الذي انطلق من الجهة الغربية لها في خضم التطورات الحاصلة في قبلة المسلمين، حيث يهدف مسار مكة إلى تحسين تجربة زوار الحرم المكي الشريف من سكان وضيوف عبر صناعة وجهة جديدة توفر سبل الإثراء الديني والثقافي والاجتماعي، فضلًا عن تحسين جودة الحياة إحدى أهم ركائز رؤية الوطن الطموح 2030، من هنا، تذمر البعض من الحملة الدعائية لمسار مكة، باعتبار غياب التنوع في إظهار المجتمع المكي الأصيل، فكان بالإمكان إظهار امرأة منقبة لتبيان التنوع الحاصل في المجتمع السعودي باعتبار أن مكة مقصداً لجميع المسلمين بلا استثناء، كما أن تخصيص فن المزمار، وهي رقصة شعبية للتعبير عن الفرح في المناسبات، تم تسجيلها عام 2016 في قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو، أمر غير مستحسن التواجد على مقربة لصيقة بالحرم الشريف، فالطريق المؤدي للحرم يجب أن يكون محفوفًا بالإيمانيات كالقرآن أو على الأقل الأناشيد والابتهالات والمجسات على المقام الحجازي، إن ما تبذله المملكة داخل وخارج البلاد مضرب لأسمى معاني الإنسانية والكرم، فيستحسن العناية بشكل أكبر بالصورة الذهنية التي سترتبط بالحملات الدعائية لمشاريعها، لأن المملكة أصبحت محطًا للأنظار خلال الأعوام القليلة الماضية، وسيستمر الاهتمام على ذات المنوال خلال أعوام مديدة -بإذن الله - مليئة بالازدهار والإنجازات.