قررت منظمة الأمم المتحدة، وبناءً على المبادرة التي قدمتها منظمة الـ»يونيسكو» في تاريخ 19 فبراير من العام 2010م، الاحتفال بجميع لغات العالم الرسمية «العربية، الإنجليزية، الصينية، الفرنسية، الروسية والإسبانية»، من خلال أيام دولية يتم الاحتفال بها في كل عام. وذلك في إطار جهود المنظمة الأممية، لرفع مستوى الوعي التاريخي والثقافي وإنجازات كل لُغة من هذه اللغات. وخلال هذا الإعلان الأممي تم إطلاق «اليوم العالمي للغة الصينية، الذي يُصادف 20 أبريل من كل عام. وذلك بوصفها كبرى لغات العالم. كما أنه تم اختيار هذا التاريخ على وجه التحديد، كنوع من التكريم والتخليد لذِكرى «سانغ جيه»، الذي يعتبر مؤسس الأبجدية الصينية قبل ما يقارب الـ4 آلاف عام.
حيث يعزز الاحتفال باليوم العالمي للغة الصينية حضورها الثقافي باعتبار الحضارة الصينية من أقدم الحضارات في العالم التي تعود إلى خمسة آلاف سنة، وكذلك غنية جداً بالفن والفلسفة والعلوم، حيث تبرز الثقافة الصينية جلية في الإرث الفلسفي، ومنظومة الطب البديل وفنون التداوي والخصائص الدقيقة والفريدة لهندستها المعمارية التقليدية.
إن دراسة اللغة الصينية والإلمام بها يعد مدخلاً مهماً للاطلاع على ثقافتها وحضارتها، حيث إن اللغة الصينية حضارة غنية بحد ذاتها. والنظرة الواقعية تفيد بأن التواصل مع الصينيين بلغتهم الأصلية تتيح سبلاً جديدة لتبادل الأفكار والآراء، وخلق المزيد من الفرص التي تحسن المستوى الشخصي والمهني حيث تزايد الطلب على المؤهلين للتعامل باللغة الصينية في جميع دول العالم، وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن من بين كل ستة أشخاص هناك شخص يتحدث اللغة الصينية.
اللغة الصينية المعنية هنا هي لغة الماندرين وهي اللغة الرسمية في الصين، حيث إن الصين تحتوي على 56 قومية ولكل قومية حضارتها المختلفة ولغتها ومن غير الماندرين لا يمكنهم التحدث فيما بينهم.
ولكن السؤال يتجدد حول كيفية دراسة لغة تعد من أصعب أو أصعب لغات العالم بمنظمة لغوية تحتوي على 50 ألف رمز تقريباً، أي إن الشخص يحتاج 28 سنة لتعلمها بمعدل 5 رموز يومياً، لكنه سؤال لم يعد بالحدّة نفسها قبل عقود، فهناك اليوم إقبال متزايد لتعلم اللغة الصينية، حيث تحتل مراتب متقدمة في قائمة اللغات الأجنبية الأوسع تداولاً في الدول الأوروبية ففي بريطانيا وحدها أعرب أكثر من نصف الشريحة التي شملها استطلاع للرأي عن رغبتهم في تعليم أبنائهم اللغة الصينية، لأنها ستكون لغة العالم خلال العقود المقبلة. ولعل قرار إدراجها في المناهج السعودية دليل على أهميتها. هناك العديد من المعطيات والعوامل تجعل اللغة الصينية مهمة ولغة المستقبل ومنها أهمية الصين سياسياً والعدد الكبير لمتحدثي اللغة الصينية في العالم (أكثر من مليار نسمة) والنمو الهائل للاقتصاد الصيني حيث من المتوقع أن تصبح الصين أقوى اقتصاد في العالم.
هذا لا يعني عدم أهمية اللغة الإنجليزية بل أكرر ما قاله معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ: إن الدول المتقدمة تعتمد في تعليمها لغتين أو أكثر، بالإضافة للغتها الأم؛ إنه قد حان الوقت من أجل إدراج اللغة الصينية في المناهج، ليكون تعليمنا مواكباً لتلك التوجهات. لذا فإنه بتعليم طفلك اللغة الصينية بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية سوف يمكنه التحدث مع نصف سكان العالم ومع اللغة العربية يمكنه التواصل مع أكثر من ثلاثة مليارات شخص في العالم.
** **
- الملحق الثقافي للمملكة العربية السعودية في الصين