إيمان الدبيّان
كثيرٌ من الأمور البسيطة تصنع راحتنا اليومية في حياتنا الاعتيادية من: ابتسامة، أو كلمة، أو مقولة صباحية، وربما مع حلول نسمات مساء بديعية، وقد يحدث العكس فتُحوِّل بعض الأحداث والمواقف يومنا إلى معكرات مزاجية، ومنغصات نفسية، وقصص كارثية، وأوسمة مشوّهة على مركبات أشبه بعبوات كرتونية، وحتى على الفارهة التي تحصَّنت بتقنيات وصفائح فولاذية بسبب الكثير من المخالفات المرورية التي لا أرى لعدم التفات المرور لها تفسيراً، ولا لعدم مراقبتها إلكترونياً تبريراً، مخالفات يعاني منها معظمنا، ويلاحظها أغلبنا، في مدننا المكتظة ازدحاماً، والمتسعة طرقاً وبنياناً، وفي محافظاتنا الساحلية والداخلية، في مواسمها السياحية، والدينية، والدراسية رغم جهود المرور المبذولة، وخططهم المدروسة، ومشاركتهم مع القطاعات الأخرى الملموسة، واهتمامهم بمراجعة وتعديل آلية التسديد زمناً وقيمةً وأثراً؛ إلا أن هناك معاناة بسبب مخالفات متنوِّعة في بعض الطرق وداخل الأحياء سببها الأول: عدم وعي المواطن والمقيم، وسببها الآخر: عدم وجود عقوبات تطبّق على مرتكبي هذه التجاوزات التي تربك الحركة المرورية وتشتت أذهان البشرية ومنها:
- في كثير من الطرق لا يتم رصد المركبات التي تقف في المسار الأيمن عندما تكون الإشارة حمراء مما يعوق مرور المركبات الأخرى التي يحق لها نظاماً الالتفاف يميناً، مثل هذه المخالفة أتمنى أن ترصدها عدسات (الكاميرات) وتطبّق عليها عقوبات مالية لا تقل عن عقوبات تجاوز السرعة.
- كثير من الذين يعبرون الطرق مشياً عند التقاطعات لا يلتزمون بالإشارة الضوئية، لماذا لا تكون هناك آلية معينة لمحاسبتهم؟!
- في بعض مدننا هناك مجموعة من سائقي الدرجات النارية يحلو لهم الإزعاج بأصوات دراجاتهم والاستعراض باستهتاراتهم داخل الأحياء بلا حياء، متجاوزين نظام وقانون الذوق العام، فما ذنب النائمين وفي ليلهم ساكنين مستغرقين؟!
- سيارات الأجرة التي يتوقف قائدها وقتما وكيفما وأينما يشاء، لماذا لا يُحاسب هو وأصحاب المركبات الخاصة الذين أصبحوا ظاهرة منتشرة في تحميل الركاب في الشوارع المختلفة والمرافق العامة وعلى مرأى من بعض أفراد المرور دون أن يُلزَموا غالباً بمخالفات كمخالفات الوقوف في مواقف خاطئة.
- كل ما سبق من مخالفات لا تعد شيئاً ولا تعتبر أمراً أمام مخالفات المتجاوزين من اليمين أو المتهورين في الطرق الدائرية والسريعة وطريق جدة مكة السريع أنموذجاً لذلك فالتجاوزات أشكال والتعديات أصناف تاركين المسارات ومتجاوزين السيارات من أكتاف الطريق بأسلوب غير لائق مسببين الأخطار ومحققين الأضرار ولا يقل ضرراً وخطراً عنهم أولئك الذين يلصقون مركبتهم بالمركبة التي أمامهم تبتعد ويلتصقون تسير بالسرعة القانونية 120 كلم/س والمسارات مليئة بالمركبات ومع ذلك بمضاعفة السرعة عبر أبواقهم وأضوائهم يطالبون فأين رادار المراقبة عنهم ولمَ لا تُطبّق بحقهم أقسى العقوبات المالية والجزائية.
الإدارة العامة للمرور برجالها، وكوادرها، وتقنياتها قادرة على تجاوز كل هذا، وبمراكزها الإعلامية المؤثِّرة تستطيع أن تعدّل وتطوّر ثقافة القيادة ليصبح قائد المركبة أكثر وعياً ورقياً، وتصبح الطرق أكثر سلامةً وحذراً، ننعم بطرق لا ينعم بها كثيرٌ من الدول المتقدِّمة، ونملك مركبات بتقنيات متطوّرة ولم يبق إلا الوعي والذوق والقيادة بمسؤولية بلا تهوّر ولا عوق.