رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
زائر يتسلل بيننا يخطف الأعزاء والأصدقاء ولا يمهلنا وداعًا..هادم اللذات ومفرق الجماعات خطف منا رجلاً عزيزًا وشهمًا كريمًا إنه حبيب الجميع أبا محمد عمير العمير.
فقدنا رجلاً عاشقًا لمحافظته وتاريخها وتراثها حول استراحته في الرس القديمة إلى ديوانية للضيافة (مشرعة الأبواب) تلك الديوانية تشم من حولها عبق الماضي وتقرأ تاريخ الرس المجيد لقربها من نفق إبراهيم باشا ومقبرة الشهداء والذي سمي الحي باسمها.
عمير الذي كان موظفًا ومديرًا للشؤون المالية ببلدية الرس تقاعد بعد أن قدم ما في وسعه لخدمة هذا الجهاز الخدمي..كان لديه هواية العناية بالتراث وكل الموروث الشعبي هواية بدأت معه منذ شبابه المبكر وكان حريصًا على اقتناء كل ما هو نادر من تراث مساهمًا في حفظها من الضياع ومشكلاً منها متحفًا خاصًا.
يستقبل أبو محمد ضيوفه ومحبيه كل مساء محسنًا ضيافتهم والترحيب بهم وربما استقبل بعض ضيوف المحافظة.. وهو ذو خلق فاضل وأدب جم ويشارك أحيانًا في بعض المهرجانات والمناسبات الوطنية ببعض السيارات الكلاسيكية بدافع الحماس وحب محافظته.
رحل أبو محمد بعد أن ترك ذكرى جميلة وسيرة حسنة وبعد أن زرع المحبة في قلوب الجميع وفي تغريدة لصديقه أبي طلال محمد العساف (رئيس المجلس البلدي سابقًا) يقول فيها: (نعم الرجل بابه كل عصر مفتوح بشوش يهلي ويرحب بكل ضيف) ويقول المرشد السياحي صالح المزروع: (تأثرت كثيرًا بفقد رفيق دربي عمير العمير والذي كنت أردد عليه بيتًا من الشعر قائلاً:
ياعمير جعله ما تجيك الغرابيل
وجعلك سعيد دايم في حياتك
رحل أبو محمد وسط دعوات المحبين في مقبرة الرس وألسن تلهج له بالرحمة والغفران وأن يثبته بالقول الثابت.. اللهم اغفر له وارحمه واكرم نزله.. واحسن عزاء أخيه سليمان وأخواته واجبر مصابهم وعظم أجرهم وألهمهم الصبر والسلوان والعزاء لعائلة العمير الكريمة بفقيدهم الغالي {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- الرس