عندما نريد إحداث التغيير والارتقاء بطريقة العمل في موقع ما، علينا بداية أن نجيب على السؤال الآتي:
كيف تستطيع أي مؤسسة مواكبة التطورات والتغيرات، من ناحية الزمان والمكان؟
في هذه المقالة لن أستطيع الإجابة على هذا السؤال بشكل كافٍ، لكني سأحاول جاهداً إبداء وجهة نظري دون فرضها، وربما يكون لدى القراء إجابات أخرى، وطرق مختلقة توصلك لإحداث التغيير الإيجابي بِكُل يسر ومباشرة، ومن دون أي تعقيدات. الشيء الذي لا بد أن يكون متوافراً بشكل مميز هو «التخطيط»، فعملية التخطيط الجيد مهمة جداً، وتراعى فيها طبيعة العمل وقدرات الأفراد الذين سينفذون ما خُطط له، وأي إغفال لهذا العنصر سيجعل العمل يسير بطريقة عشوائية، وستكون الفوضى عنوانه، وسيكون الحظ هو المرجو لتحقيق الهدف، فبدونه لن يتحقق أي شيء؛ لأنك تسير بدون تخطيط ولا وجهة محددة.
وبعد التخطيط يأتي: من يقف على رأس الهرم؟
شخصية الرئيس المسؤول وما يتمتع به من فِكرٍ ونظرة بعيدة المدى، وطريقته في إملاء توجيهاته، وما يميز مسؤولاً عن مسؤول؛ طريقة تفكيره، وأسلوبه الذي ينتهجه في تنفيذ فِكرِهِ، وتحديد قدرات الأفراد الذين يختارهم بعناية فائقة؛ ليضيفوا إلى فِكرِهِ فِكَراً إبداعية أخرى تقودهم جميعاً إلى النجاح وتحقيق الهدف المنشود، بطريقة تجعلهم مثالاً يُحتذى.
العقول المفكرة والمبدعة يجب أن توضع في المكان المناسب، لكي يحدث الحراك بشكل صحيح ويتحقق التغيير الناجح الذي يطمح إليه الجميع.
العقول التي لا تعرف إلا التقليد والعمل الروتيني الممل والمكرر، وتعتمد على فِكَرٍ بدائية تقليدية ومستنسخة، هي آفة كبيرة على كل من يطمح إلى التغيير والإبداع، ويجب ألّا توضع مثل هذه القدرات على عتبة قيادة أي مؤسسة؛ لأنها ستكون بلا رؤية، وستظل كمثل الذي يلهث طوال ساعاته خلف سراب لا يستطيع أن يصل إليه.
لن تتحقق الفائدة والتميز والنجاح في أي مؤسسة إلا من طريق اختيار الكفاءة التي تناسب كل موقع، وتكون لديها رؤية خلاقة وفِكَرٌ غير مألوفة، وطموح لا حد له.