وأخيرًا بعد حلم سنوات من الغياب القسري عاد النادي العاصمي العريق (الرياض) مجددًا إلى دوري الدرجة الأولى بعد ستة أعوام قضاها في دوري المظاليم بعد فوزه المستحق على فريق الترجي في إياب المواجهة الفاصلة لتحديد صاحب المركز الثالث لتعلن عودته القوية إلى دوري يلو للدرجة الأولى متجاوزًا عقبة ومرارة (ستة أعوام) كانت قاسية لمحبي المدرسة وعشاق النادي الأحمر صاحب لقب ثاني أقدم نادٍ تأسيسًا على صعيد المنطقة الوسطى (1373).. كواحدٍ من الأندية العريقة التي سجلت إنجازات وحققت بطولات في تاريخ الحركة الرياضية خلال فترة التسعينيات الميلادية من القرن الماضي وقدمت مدرسة الوسطى نجومًا كبارًا وأسماءً لامعة في تلك الفترة الذهبية في مسيرة النادي الأحمر والأسود يتقدمهم الهداف الشهير فهد الحمدان -رحمه الله- وناصر سدوس وإبراهيم الحلوة وياسر الطائفي وطلال الجبرين ومحمد السبيت وصالح النجراني وخالد القروني المدرب المعروف وبقية الأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم الخريطة الحمراء آنذاك بقيادة إدارية متمكنة ومنهم الرئيس الذهبي الراحل الأمير فيصل بن عبد الله بن ناصر رحمه الله.
*حلم الصعود لدوري يلو للدرجة الأولى الذي تحقق بقيادة إدارية محنكة برئاسة الأخ الأستاذ بندر المقيل الذي قدم عملاً منظمًا ومتكاملاً بفكر احترافي ممنهج مع بقية الأعضاء الفاعلين والمحبين.. خلاصتها خطوة كبيرة ونقلة نوعية نحو التاريخ للعودة مجددًا للمكان الطبيعي لنادي الرياض في دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين,خصوصًا بعد النتائج القوية والمستويات الرائعة التي قدمها الرياض هذا العام بروح لاعبيه الشباب وإصرارهم القوي في مشوار الألف ميل نحو الصعود الذي تحقق بجهودٍ كبيرة وعمل متكامل بين مثلث النجاح ( الإدارة والجهاز الفني وإخلاص اللاعبين).
والأكيد أن هذه العودة القوية التي جاءت على أسس تخطيطية واعية .. تنبئ بعودة مدرسة الوسطى لفتح فصولها من جديد وعودة الأمجاد الغابرة قريبًا -بإذن الله- في دوري المحترفين في ظل العمل المتكامل المتناغم.
ولأن دوري يلو للدرجة الأولى يختلف تمامًا عن الدرجة الثانية فنحن نثق بأن رجالات النادي العاصمي العريق( الرياض) سيلتفون حول ناديهم ودعم مسيرته والوقوف مع الإدارة الشابة الطموحة.. بعد أن ودّع دوري الدرجة الثانية في خطوة نحو التاريخ للعودة مجددًا للمكان الطبيعي, وهذا يتطلب مضاعفة الجهود ودعم الفريق بلاعبين محليين من الأندية الممتازة واستقطاب اللاعبين الأجانب الذين يحققون الآمال المنشودة والتطلعات المعهودة ويصنعون الفارق في خريطة الفريق في المنافسات القادمة, خصوصًا بعد زيادة عدد اللاعبين الأجانب في دوري الدرجة الأولى وكلنا ثقة بأن يسجل الرياض حضورًا متميزًا ويترجم آمال محبيه وعشاقه بالعودة مجددًا للمكان الطبيعي بين الأندية الكبيرة في دوري المحترفين الذي غاب عنه سنوات طويلة..
ألف.. ألف مبروك لإدارة الرياض ورجالاته الغيورين, ولجماهيرالمدرسة الوفية هذا الإنجاز المستحق الذي يعد خطوة نحو التاريخ.
وقفة:
مبادرة الأستاذ النموذجي فهد بن نافل رئيس نادي الهلال المتمثلة في حضوره ودعمه للرياض في مباراة ملحق الصعود إلى دوري يلو للدرجة الأولى على الرغم من مشاغله وارتباطاته مع ناديه.. تعكس المعنى الحقيقي للوعي الرياضي والقيم المثالية -غير المستغربة -التي يتمتع بها (ابن نافل) في تفاعله ودعمه لأندية المنطقة.
** **
سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض-سابقًا-