مشعل الرشيد
ـ اقترب عيد الفطر المبارك ولم يبق عليه إلا أيام معدوه ويحل ضيفاً عزيزاً علينا، في الوقت نفسه ابتعد عن العيد المسرح الاجتماعي الترفيهي الجماهيري ، في الحاضر لم نعد نسمع أخبار المسرح وبروفاته ، ولم نعد نراه حتى لو كان خبراً من باب الأمل والعشم ، وهي ليست المرة الأولى التي لن يستمتع فيها جمهور المسرح بحضور مسرحيات اجتماعية في موسم عيد الفطر المبارك ، وليست المرة الأولى التي لن يشاهد الجمهور المحب للمسرح نجومهم المفضلين ، كذلك لن يقضي الجمهور وقته ليالي العيد في مشاهدة الأعمال المسرحية على خشبات المسارح المتعددة ، ليست هذه المرة التي يبتعد المسرح فيها عن العيد هذا العام ، بل الابتعاد حدث له منذ سنوات مضت ، قد يكون كورونا أحد الأسباب لكن ليس السبب الرئيسي لدى صناع هذا المسرح ، وأقصد هنا أمانة منطقة الرياض التي تبنت المسرح منذ خمسة عشر عاماً ، واستمرت تقدمه بأعداد وصلت إلى 20 مسرحية في العيد ، وفي الموسم بدأ بشهر محرم لمدة أربعة أشهر بمعدل كل أسبوع أو أسبوعين مسرحية ، أين هذا كله ولماذا هذا التوقف المسرحي والابتعاد عند العيد ؟! أسئلة قد يصعب الإجابة عنها عند المنشغلين بالمسرح والمهتمين به وجمهوره ، لكن من المؤكد أن الجواب عند من كان مسؤولاً ومهتماً بالمسرح داخل أروقة الأمانة ، قد يكون المسرح انتقل بكامل عدته وعتاده إلى هيئة الترفيه ، أو هيئة المسرح والفنون الأدائية بوزارة الثقافة ، لكن كلتا الجهتين الرسميتين لم تعلن حتى الآن تقديم المسرح لكل منهما في العيد !! نعود ونقول إلى قبل خمس سنوات ابتعاد وعلى مدى ( 15 ) عاماً ، كانت أمانة منطقة الرياض ممثلة في الإدارة العامة للخدمات الاجتماعية تعطي الضوء الأخضر للعديد من المنتجين المسرحيين لبدء التدريبات مع بداية شهر رمضان ليعرضوا مسرحياتهم في العيد ، الأمر الذي أرسى قواعد وانطلاقة هذا المسرح الترفيهي محققاً بعروضه نجاحاً جماهيرياً ، وتوسع على أثره عدد العروض ووصلت إلى العدد 20 مسرحية ، للكبار والصغار ومسرح نسائي ، فزاد نجاح مسرح الأمانة مبرزاً بذلك العديد من المبدعين الفنانين السعوديين في التأليف والإخراج والتمثيل وعناصر العرض المسرحي كافة ، كان الغرض من هذا النوع من المسرح لدى المسؤولين بالأمانة هو تعزيز البعد الإنساني والفني الترفيهي لدى الناس ، لكي يصبح المجتمع مفعماً بالحياة من خلال إقامة مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تلبيغبات فئات المجتمع المختلفة ، اليوم للأسف خرج مسرح العيد ولم يعد ، الأمر الذي جعل المسرح والمسرحيين نياماً ، ويا له من نوم عميق !!