أشربتَ من كأس التهجد جرعة
لتذوبَ في خلجاتك الأحزانُ
ها أنت في نهر التهجد فاغتسل
لطهور روحك أيها الإنسانُ
واكتب على صفحات قلبك راضيا
فيما جرى ويدبر الرحمن
وانعم بأفياء التوكل واسترح
سيطيب عمرك والزمان زمان
ما أطيب القلب الذي دانت له
سبل الهداة وظلها الفينان
ما أوسع الدنيا إذا ما أشرقت
شمس التقى وتفجر الإيمان
ما أرحب الآفاق في بحر المنى
لما ارعوى وتنفس الإحسان
ما أعذب الأيام حين تشجرت
ونما على جنباتها اطمئنان
ما أبأس الدنيا إذا شطت بنا
في طيشها واستحكم العصيان
ما أضيق الصدر الذي اكتظت به
من محبطات زمانه أشجان
قد كان قلبٌ كلما لاح الهوى
دوّى على أركانه الخفقان
يرنو إلى وشل الصبابة والصِبا
وتديره الآهات والأحزان
إن عاد ذكرى ما تقضى وانقضى
يجتره التذكار والتيهان
يسلو ولا يسلو إذا مرت به
عثراته فيخيفه الخذلان
حتى تعلم كيف يبني خيمة
وخميلة وتحفهن جنان
في قلبه في بوحه في روحه
يذكي توهج وجده رمضانُ
ألقى بكل كآبة ثم انتحى
روحا يعانق قلبَه القرآن
** **
سليمان عبدالعزيز العتيق - حائل