سهوب بغدادي
فيما نعيش في أجواء روحانية بديعة خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، خاصة بعد عودة الحياة الطبيعية مؤخرًا ورفع القيود المفروضة والإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، عبر إلغاء سياسة التباعد الاجتماعي، والسماح بعودة الاعتكاف في الحرمين الشريفين وأمور روحانية كثيرة لم يكن باستطاعتنا أن نختبرها خلال العامين الماضيين، فلله الحمد الكثير المبارك الذي بشكره جل جلاله تدوم النعم، من هذا السياق، نرى في أنفسنا اجتهادًا وإقبالًا مضاعفًا على الطاعات بأنواعها ومن أهمها الصدقة، فمن خلال منصة إحسان التي تعد أحدث وأضخم منظومة خيرية الصادرة بالأمر السامي رقم (48019) وتاريخ (13-08-1441هـ) حيث تعد منصة معتمدة للتبرعات وموثوقة بعد سنوات عديدة من التوجس من الجمعيات الخيرية وطرق التبرع فيها ومصير تلك التبرعات مستقبلًا، إذ تشمل المنصة إقبالًا بسبب تعدد النطاقات الخيرية التي يمكن للفرد أن يسهم ولو بالشيء البسيط فيها، مما يعطي إحساسًا بالنفع وعلى وجه الخصوص عند اكتمال المشروع الذي تم التبرع والمساهمة فيه.
وفي خضم الزحام في الأيام الرمضانية، نمر بحالات على الطرقات ترق لها القلوب وترخى لها الأيدي بالعطاء، كالأطفال المستولين وكبار السن والسيدات مع أطفالهن الرضع والأكثر انتشارًا الآن بعض السيدات اللاتي يجلسن خلف طاولة بها بعض المأكولات والمشروبات على الطرقات بشكل متفرق، على الرغم من عدم ضمان مدى أمان المواد المستخدمة في المنتجات المقدمة أو المكونات أو الصلاحية وما إلى ذلك، عندها يقف الشخص في حيرة بين القلب والعقل، فعندما يناولك طفل علبة مناديل ستعطيه على الأغلب أكثر من ثمن العلبة إلا أن أغلب من يشغل هؤلاء الأطفال في تنظيم مقنن واحترافي يعلم أكثر مما نعلم وذلك ما حذرت منه الجهات المختصة، إذ حذرت النيابة العامة في المملكة العربية السعودية من امتهان التسول ولفتت إلى أنه أمر محظور بكافة صوره وأشكاله ومسوغاته، لذا نجد أن منصة إحسان تفي بالغرض بإذن الله، كما يستحسن إيضاح آلية تقديم الحالات واعتمادها في منصة إحسان، على سبيل المثال تخصيص أيقونة للتقديم وتقييم الحالة المحتاجة من قبل مختصين، لتصبح الآلية أكثر وضوحًا للمحتاج بداية والباذل بشكل عام.