علي الصحن
تعددت منصات الحديث في الشأن الرياضي اليوم، ولم تعد مقتصرة على برنامج رياضي واحد كما كان يحدث في الأيام الخوالي، عندما كانت الناس تنتظر برنامج عالم الرياضة والشباب الذي يقدمه التلفزيون السعودي ظهيرة كل خميس، ولاحقاً برنامج كل الرياضة الذي يظهر في القناة الثانية الناطقة باللغة الإنجليزية آنذاك مساء كل أربعاء، فاليوم يتابع الجميع الأحداث من منصات مختلفة، وبرامج متعددة، إن عبر الشاشات والقنوات الفضائية، أو في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وإن كانت الهوية في النهاية متشابهة، والطرح في غالبه لا يختلف من منصة إلى أخرى.
البرامج الرياضية وعبر أي منصة كانت تبحث بطبيعة الحال عن المتابعين وتسعى إلى كسب أكبر عدد ممكن منهم، وهي لا تلام في ذلك، ولكن الأمر يجب ألا يكون على حساب المصداقية والمنطق واحترام الناس، وعندما يفقد البرنامج هذه الأشياء فإنه لا يستحق المشاهدة ولا إهدار الوقت في متابعة هواة الصراخ فيه، والشيء الذي يريده الجميع اليوم، أن تسعى هذه البرامج بشاشاتها ومساحاتها إلى رسم هوية جديدة لها، وتقديم صورة مختلفة لعملها، وتغيير الانطباع السائد لدى الجميع عن بعض هذه البرامج.
يقدم بعض المشاركين في البرامج والمساحات الرياضية معلومات خاطئة، ويناقشون بعض القضايا بطريقة لا تمت إلى الواقع بصلة، وما يحدث في بعض البرامج لا يمكن أن يكون مسؤولية المتحدث لوحده، فهذه بضاعته وهذه قدراته ولا يمكن أن نلومه، واللوم يقع على من منحه الفرصة وسمح له بالحديث، ولم يتدخل حتى لتعديل رأيه أثناء البرنامج، وهنا تقع مسؤولية القائمين على البرامج ومعديها، وعلى تلك المساحات والمشرفين عليها، وإن كان بعض المعدين والمشرفين أيضاً بحاجة للتطوير والتدريب، حتى لا يخرج أحدهم ويقول بأنه لا يمكن لفريق ما أن يتعاقد مع فريق ما بسبب انتهاء فترة التسجيل الصيفية(!!)، أو أن البطولة القارية تفتقد للعدالة بين المنافسين لأنها تقام بنظام التجمع، فضلاً عن ما يمارسه البعض من لعب بالتاريخ والعبث بالأرقام بطريقة غير مقبولة ولا مفهومة وبعيدة كل البعد عن الأصول المهنية.
في معظم المساحات والبرامج الضيوف هم الضيوف، حيث يتحدثون عن كل شيء ويفتون في كل موضوع، ولا يتركون موضوعاً إلا وطرقوه وكأنهم متخصصون فيه، مدركون لكل خفاياه، محيطون بكل ما يتعلق به، وهذا من أهم المشاكل التي تواجه هذه البرامج، فليس معقولاً ولا مقبولاً أن تطلب من نفس الشخص: رأياً تحكيمياً ورأياً فنياً ورأياً قانونياً ورأياً طبياً ورأياً عن أي موضوع يدور في البرامج، وهو يعلق على كل شيء، وهذا للأسف ما نلاحظه في معظم البرامج والساحات، ثم إن المطلوب من المتحدثين الظهور لتقديم المفيد والرأي المنصف، وليس دور المحامي عن كل ما يخص ناديه، حتى وإن كان الخطأ يتلبس النادي بشكل واضح وليس بحاجة لمناقشة لتأكيده ولن يستفيد من أخرى تنفيه عنه.
******
-هل بطولة آسيا للأندية الحالية هي أول بطولة تقام بنظام التجمع، حتى يخرج من يشكك فيها؟ وهل فات عليهم أن النسختين السابقتين أقيمتا بنفس الطريقة؟ وأن الفرق المشاركة وهي الأساس لم تعترض على ذلك.
-البعض مستعد أن يضحك الآخرين عليه وعلى تصرفاته، الأهم لديه أن يكون في الصورة.
-يدعون المعرفة بالقانون.. وفي كل موضوع قانوني يكون رأيهم هو الأكثر مخالفة لما يحدث فعلاً.
-يظهرون في البرامج المتلفزة وفي الساحات وفي كل شيء.. والمشكلة أن آراءهم تخالف آراءهم أكثر من مخالفتها لآراء غيرهم.