رمضان جريدي العنزي
المواقف الإنسانية لها أشكال عديدة ومتنوعة، تثبتها الأفعال النبيلة، والعطاءات الجميلة، وليس شرطًا أن تكون مواقف كبيرة، فصناعة بسمة على شفاه البائسين والحيارى لتبعث في أرواحهم الحياة من جديد، وزيارة مريض لم يقدم أحد على زيارته لسنوات طويلة لتكسر عزلته وتمنحه طاقة إيجابية يستطيع من خلالها أن يكمل رحلته العلاجية بها، وعون أرملة تعيل قصر ومعاقين، ومساعدة يتيم، وقضاء حاجة معسر، وفك سجين، وإغاثة ملهوف، والسعي مع الناس بالخير والصلاح، وغيرها كل هذه تعد أعمالاً عظيمة وكبيرة وخالدة، أن أصحاب المواقف الإنسانية يحملون بريقًا من النقاء، ولمعانًا من البهاء، ومساحاتهم الإنسانية واسعة ولها فضاء عجيب، أن الأقوال الجميلة، والادعاءات المثالية، تبقى بلا قيمة إن كانت من غير فعل ولا عمل، فالأفعال والأعمال تريك الحقيقة بعينها كما هي بلا تنميق ولا تزييف ولا تملق، وتصبح الأشياء معها واضحة وجلية، فموقف واحد وإن كان صغيرًا يغنيك عن آلاف الأقوال والادعاءات والتنظيرات، إن الأقوال الرنانة، والأحاديث المعسولة، وادعاءات المثالية والإنسانية، والتي تذوب حين يأتي وقت الجد كما يذوب الجليد في رابعة النهار، ما هي إلا هراء ونفاق وبهت ودجل، إن الدنيا مليئة بالتنوعات الحياتية المختلفة للناس، والذين هم بحاجة إلى من يقف معهم ويؤازرهم ويحنو عليهم، وهي التي تبين معادن الناس تجاه بعضهم بعضًا، وتفرز صاحب التنظير والكلام عن صاحب الفعل والعمل، فالصادقون هم الذين يتبنون القيم الإنسانية في أفعالهم وأقوالهم بصدق وإخلاص، إن هناك من يزخر التاريخ الإنساني بأفعالهم الإنسانية، وعطاءاتهم المغايرة، وتظل أفعالهم ومواقفهم راسخة في ذاكرة التاريخ والبشر، لقد وهبوا أنفسهم بصمت مطبق للعمل الإنساني، وتحقيق طموحات وتطلعات المحتاجين، بعيدًا عن الثرثرة في مجالس الثرثرة، لقد صنع هؤلاء العاملون بصمت المعجزات في زمن المتناقضات، وامتدت أيديهم البيضاء وأعمالهم الإنسانية لتشمل كل من يحتاج إلى العون والسند والمساعدة، إن الذي يعمل من أجل الإنسان، يصبح عظيمًا ومقدرًا ومحبوبًا، ما أجمل الإنسان الذي يعيش بين الناس ويتفاعل معهم، ويشغل نفسه بهمومهم واحتياجاتهم وقضاياهم، يأنس لفرحهم، ويغتم لألمهم، ويشاركهم الأشياء كلها بلا زيف ولا نفاق ولا خداع.