عثمان أبوبكر مالي
في غضون ثلاثة أسابيع، وتحديداً خلال23 يوماً؛ تبدأ من السادس من شهر شوال القادم، يخوض فريق الاتحاد لكرة القدم آخر خمس مباريات متبقية له في جدول مباريات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم.
المباريات الخمس تعد بمثابة (أهم) مباريات خاضها الفريق في الدوري حتى الآن، بل هي (المباراة الأهم)التي يخوضها في الدوري منذ ثلاثة عشر عاماً، وتحديداً من نهاية موسم (2008/2009) في الجولة الأخيرة من دوري ذلك الموسم وكانت أمام فريق الهلال، وهي المباراة التي حسم بها بطولة (أول دوري للمحترفين) في الكرة السعودية، واستطاع الفوز فيها بهدفين(تاريخيين) سجلهما نجما خط هجومه (نايف هزازي وهشام بوشروان) مع أن الفريق كان يكفيه الخروج بالتعادل ليحسم الدوري، إلا أن لاعبيه رفضوا غير الفوز ليرفعوا رصيدهم إلى (55) نقطة وبفارق خمس نقاط عن الهلال المنافس الوحيد له في ذلك الموسم، وليتوجوا أنفسهم بالبطولة (التاريخية) التي سجلت لذلك الجيل بمداد من ذهب في أسفار تاريخ الرياضة السعودية، وأضيفت غلى سبع بطولات دوري سابقة حققها الفريق، رفعت رصيده إلى ثماني (مرصودة) بالأحداث.
لم يخض الفريق ـ من وجهة نظري ـ بعد ذلك التاريخ موسماً تصدر فيه الدوري (وقت طويل)، وبفارق نقطي (كبير ومريح) عن مطارديه سوى الموسم الحالي، حيث يبتعد عن الهلال (ثاني الترتيب) بفارق (11) نقطة مع تبقي مبارياته الخمس في حين يتبقى للهلال (7) مباريات، ويبعد أقرب مطارد لهما بفارق (12) نقطة بالتمام والكمال.
على ذكريات ذلك الموسم (التاريخي) ومبارياته يخوض الفريق الاتحادي ما تبقى من الموسم الحالي، وله فيها أيضاً مباراة أمام الهلال ستلعب في ثاني جولة بعد الاستئناف(الجولة 27) وهي (مباراة مفصلية) خاصة بالنسبة للحسابات الزرقاء، إذ يحتاج الفريق إلى الفوز في مبارياته جميعها، ويخسر الاتحاد مباراتين (على الأقل) بغض النظر عن مِنْ مَنْ تكون الخسارة، أما الفريق الاتحادي فالمباريات المتبقية له كلها تعتبر(مباريات مفصلية) عليه أن يحسمها بالفوز والفوز وحده، وذلك بجعل كل مباراة (لقاء تاريخي) ليؤكد حصوله على اللقب (رسمياً) وسيسجل التاريخ ذلك إن حدث (بإذن الله) للاعبي الفريق ويدونه في أسفاره بمداد من ذهب، على غرار أو كما فعل مع جيل لقاء نهائي موسم أول دوري للمحترفين في الدوري السعودي.
كلام مشفر
«جماهير العميد تطالب لاعبيها لعب ما تبقى من المباريات بكل قوة واهتمام، واعتبار كل مواجهة مباراة نهائية، يسجل فيها كل لاعب كامل حضوره وتركيزه داخل المستطيل الأخضر، ذلك أمر يحتاج إلى أن يهيئ كل لاعب نفسه لها ويتفرغ ذهنياً للمباريات من فترة التوقف الحالية وحتى صافرة نهاية مباراة الباطن.
«ينتظر إدارة نادي الاتحاد والجهاز الإداري والفني أيضاً، عمل مضاعف خلال الفترة القادمة و(تفرغ) كامل للفريق وأوضاعه بصورة فردية وجماعية وعدم الالتفات إلى أي محاولات (مقصودة) بهدف إشغال الفريق ومسؤوليه وإخراجهم خارج الملعب، واعتبارها (توافه) مؤجلة يتم التعامل معها بصمت وتجاهل وحكمة.
«حسابياً يعد فريق الاتحاد الأقرب والمرشح الأول للاستمرار في الصدارة، لكن ذلك على الورق فقط، فنتائج المباريات المتبقية له ليست مضمونة وليست سهلة وإنما هي أمام فرق الوسط والمؤخرة، التي ستقاتل من أجل الحصول على نقاط المباراة ـ بغض النظر ـ عن الفريق المقابل، وهو ما يشكل خطورة كبيرة عليهم.
«الفريق قادر على المحافظة على مستواه وأدائه الذي يقدمه، مالم تنجح محاولات الاستفزاز (المكشوفة) التي تعرض لها، ومتوقع أن يجد غيرها في طريقه ما تبقى له من الموسم، سواء بقضايا مفبركة أو (تسريبات) جديدة وغيرها من أساليب وطرق المنافسة (غير الشريفة).
«الفريق (المطارد) عادة يكون صاحب الموقف الأصعب ويكون الأكثر ضغوطاً، وكل الفرق تسعى من أجل تعطيله ليسجل ذلك لها، وربما يساعد ذلك الفريق إذا وضعها في حساباته (فنياً) وعرف كيف يتعامل معها، بهوية البطل,
«في موسم بطولة أول دوري للمحترفين تجلى لاعبو الاتحاد وسطروا ملامح كروية في كل مبارياتهم، وكان الفرق كبيراً بينه وبين مطارديه، وصل إلى (15) نقطة بينه وثالث الترتيب، ذلك الموسم، وإذا حافظ اللاعبون على (حالتهم الفنية) ونتائج المباريات القادمة، فإن تكرار الإنجاز لن يكون بالنقاط والبطولة فقط، وإنما بأرقام لم يحققها أي فريق من قبل ويصعب في المستقبل تحقيقها لأسباب كثيرة معروفة.