د.عبدالعزيز الجار الله
الحديث عن الدكتور عبدالعزيز اللعبون أستاذ الجيولوجيا (علم الأرض) يطول ويكاد لا يتوقف بسبب غزارة المعلومات التي يمتلكها عن جيولوجيا وتاريخ المملكة، أيضًا حكاية ابن لعبون متجذرة في أعماق الأرض لأنه يرى أن كل ما حوله هي جيولوجيا من الجبال الرواسي وحتى أنفاس الناس هي تعانق جيولوجيًّا معمرًا ومتداخلاً في شقوق وأخاديد الأرض، لذا كان حواره مع عبدالله المديفر الأسبوع الماضي في برنامج الليوان قناة خليجية إبريل 2022م هي من الحلقات التي تحتاج إلى المزيد من سلسلة الحلقات سواء في برنامج الليوان أو القنوات السعودية ومحطاتها لأن موضوع الجيولوجيا بالغ الأهمية لا يلقى رعاية واهتمامًا من وسائل إعلامنا، ويكاد يكون مغيبًا ولا هو على خارطة اهتمام المسؤولين في الإعلام في هيئات ووزارات: الثقافة، والسياحة، والإعلام، والتعليم، والطاقة، والبيئة والمياه. حتى أن وزارة التعليم والجامعات تفكر وقد فكرت في حذف مقرر علم الأرض أو دمجه في المقررات الدراسية، والجامعات بعضها لم يفتح أصلاً تخصص علم الأرض، والأخرى قلصت التخصص تمهيدًا للإغلاق.
الجيولوجيا هي من عصب الحياة في بلادنا حيث وضعها الله في جزيرة العرب لتلامس معظم شؤون حياتنا في صحاري جزيرة العرب التي تشكل المملكة العربية السعودية نحو مليوني كيلومتر مربع تمثل 70 % من مساحة شبه الجزيرة العربية ولكونها تنتمي إلى الأقاليم الجافة وواقعة في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا فلا يوجد بالمملكة بحيرات دائمة ولا تخترقها الأنهار والأمطار شحيحة وموسمية متقطعة، ويشكل الدرع العربي المتكون من صخور قاعدية نارية ومتحولة معظم الجزء الغربي من بلادنا، ويغطي الدرع العربي نحو 32 % من مساحة المملكة تمثل نحو ثلث المساحة، الذي تغلب عليه قلة المياه إلا من بعض مياه الشقوق والأمطار التي تسقط على المرتفعات الغربية.
لذا يأتي حديث د. عبدالعزيز اللعبون غاية في الأهمية لأن الجيولوجيا كما أشرت سابقًا تعد عصب الحياة في السعودية والخليج لأنها تؤثر على أهم أنماط حياتنا واستثماراتنا: النفط والغاز والمعادن الذهب والفضة والنحاس والزنك والحديد.. وغيرها. وأهم مخزوناتنا من المياه الجوفية العذبة، وتأثير النشاط الزلزالي والبركاني والهزات الأرضية والانهيارات بسبب الكهوف والدحول والخنادق والتجاويف الهشة على باطن الأرض وبالتالي تأثيرها على الاستقرار والعيش الآمن.