بدر بن عبدالمحسن المقحم
في تطور لافت عقدت المشاورات اليمنية اليمنية في مدينة الرياض بدعوة من أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث دامت عشرة أيام واختتمت يوم الخميس 6-9-1443هـ الموافق 7-9-2022م بحضور كل المكونات اليمنية ما عدا المكون الحوثي الذي لم يحضر ولم يبد أي موقف إيجابي تجاه هذا الحدث المهم كعادته في المبادرات السابقة وسلوكه المعوج تجاه سلام واستقرار اليمن الشقيق، وبالنظر إلى البيان الختامي لهذه المشاورات نجد أن القرارات التي أصدرها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي في يوم اختتام هذه المشاورات تشكل منعطفاً رئيسياً نحو إعادة هيكلة الشرعية وبما ينسجم مع غايات الشرعية منذ بداية الأزمة قبل أكثر من سبعة أعوام نحو ترسيخ السلام في ربوع اليمن واستعادة مؤسساته الدستورية وانخراط كل المكونات اليمنية لبناء يمن جديد خال من الصراعات أو العصبيات أو التحزبات المذهبية أو السياسية، إن الأمل معقود أن تكون تلك القرارات ومخرجات المشاورات اليمنية سالفة الذكر بداية لرسم خارطة الطريق لإنقاذ اليمن من الانقلاب الحوثي ودخول الحوثي مع باقي ممثلي الأطياف اليمنية في مفاوضات حقيقية ترمي إلى تغليب المصلحة الوطنية والمشاركة في تنمية اليمن وجعل لغة الحوار هي الأساس لكل التفاهمات بين مختلف كل الأطراف بهدف حماية اليمن ومكتسباته من أي أطماع خارجية والعمل على تنحية المصالح الفردية جانباً لخدمة ما هو أجل وأعظم وهو الأخذ بيد الشعب اليمني وأجياله المستقبلية لمراتب التقدم من خلال انتشالهم من مراتع العوز والجهل والمرض إلى رحاب العمل والإنتاج والبناء وبما يخدم الأجيال القادمة، إضافة إلى تطهير الأرض اليمنية من دنس وخطر المشروع الإيراني بشقيه العقائدي والسياسي، وإزالة أي نوع من تهديدات هذا المشروع على الداخل اليمني، وبذل كل الجهود الممكنة لتأمين البوابة الجنوبية للعالم العربي بصورة قوية ومتماسكة وبالتعاون الوثيق مع جيرانه وبالأخص المملكة العربية السعودية أمام المخطط الفارسي ضد الأمة العربية نظراً إلى أن اليمن تشكل بموقعها الإستراتيجي وأهميتها الجيوسياسية في المنطقة إحدى الركائز الحيوية للأمن القومي العربي. إن التئام الصف اليمني ومن ورائه أشقاؤه العرب وبالأخص دول الخليج يعد صمام الأمان بعد الله لصون سيادة اليمن والحفاظ على مقوماته الوطنية والوقوف في وجه المد الفارسي القائم على العنصرية المقيتة واستخدام الدين لتحقيق أجندات سياية هدفها النهائي القضاء على الوجود العربي على المستوى القيمي والسياسي والفكري والنيل من مجتمعاته الممتدة من الخليج إلى المحيط. إن الاصطفاف اليمني خلف أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الذي يضم العديد من الكوادر الوطنية يعد ضرورة قصوى وشرطاً لاجتياز هذه المرحلة العصيبة، وفرصة تكاد تكون شبه أخيرة لإثبات أن مصالح الوطن ليست ملكاً لفئة دون فئة أو توجه سياسي دون توجه سياسي آخر بل إن كامل الوطن هو لكل أفراد الشعب اليمني ومكوناته السياسية ومن غير تمييز أو إقصاء أو تفرقه، إن القول الفصل هو العمل الدؤوب لمن تحملوا مسؤولية إنقاذ اليمن ممثلاً بمجلس القيادة الرئاسي جاعلين نصب أعينهم أن وطنهم الذي أعطاهم الكثير يحتاج أن يحافظوا عليه هم بأنفسهم ولا ينتظرون من الآخرين أن ينوبوا عنهم في ذلك وكما قال المثل العربي (ما حك جلدك مثل ظفرك).