فهد المطيويع
تعودنا أن يفوز ببطولة الضجيج الأعلى صوتًا والأكثر ضجيجًا وصراخًا خارج الملعب. السؤال: من ترشح أن يفوز بهذه البطولة لو كان لها درع أو كأس؟ قبل الإجابة عن السؤال يفترض أن يتم تقديم شرح بسيط للبطولة وشروطها التي يأتي في مقدمتها أن يكون الفائز بالبطولة صاحب أعلى صوت وأكثر ضجيج. لا يفوت أي فرصة للتشويش، وقادر على إيهام جماهيره قبل غيرهم بأنه محارَب من قِبل أناس لا وجود لهم على هذا الكوكب مع أنهم دائمًا ما يضعون العراقيل أمام الفريق لكي يخرج صفر بطولات في الكثير من المواسم! طبعًا هذا كل ما يحتاج إليه المشاركون في هذه البطولة. أشياء بسيطة وخالية من التعقيد مع أنها مقومات أساسية للفوز بالبطولة. الأمر بسيط ولا يحتاج للكثير من الجهد ولا المال لتحقيق بطولة من ورق. كل المطلوب فقط من الفرق المتنافسة هو أن تتشكك في كل شيء، وتحتج على كل شيء بطرق مختلفة طبعًا. (للإبداع) مساحة في هذه البطولة؛ إذ إن التنويع في طريقة الاحتجاج وأسلوب التشكيك أيضًا وطريقة الضغط الإعلامي على اللجان يحسب لها نقاط إضافية ترجح كفة فريق على الآخر فضلاً عن عدد الشكاوى والبيانات التي تعتبر حجر الزاوية في هذه المنافسة. وبنظرة سريعة على وضع البطولة ووضع الفرق المنافسة حاليًا نلاحظ أن سلم الترتيب لم يتغير منذ سنوات بشهادة الأحداث المتسارعة والمتكررة في وسطنا الرياضي الذي مر بالكثير من المتغيرات، ومع ذلك لم يغير من الواقع شيئًا بل أثبتت بوضوح براعة ذلك الفريق وسيطرته سيطرة كاملة على مفاصل البطولة، فقد استطاع تطويعها بشكل عجيب؛ إذ لم يعد أحد يستطيع منافسته في هذا المضمار لا من حيث علو الصوت ولا في طريقة فرض الأمر الواقع من خلال أذرعته الإعلامية التي تكفلت بنشر الفوضى العارمة في وسطنا الرياضي لترسيخ مبدأ المظلومية. بصراحة أرفع القبعة لذلك الفريق الذي استطاع ترسيخ ثقافة (يا أفوز يا أخرب) وفي نهاية الأمر من له حيلة فعليه أن يحتال. مبروك تربعكم على الصدارة فقد أثبت هذا الفريق أنه فنان وأقوى فريق خارج الملعب.
وجهة نظر
- في اعتقادي إن التأخر في البت في قضايا تتعلق بالاحتراف أو الانضباط يفتح الباب أمام التأويل واختراع القرارات والاجتهادات من قبل بعض المنتمين للقانون الرياضي وغيرهم من المدرعمين الذين (معاهم معاهم عليهم عليهم). أتفهم أن بعض القضايا تحتاج لبعض الوقت للتمحيص والتدقيق، ولكن بعض الحالات لا تحتاج لكل هذا التأخير مثل قضية اللاعب حمدالله وشكوى النصر كان من المفترض أن تحال للفيفا من الأسبوع الأول من استلام القضية. عمومًا أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل.
- يبرر الاتحاد الآسيوي عدم اعتماده الفار (VAR) في هذه البطولة وغيرها من البطولات السابقة بعدم وجود حكام فأر مؤهلين! السؤال: ماذا عمل الاتحاد الآسيوي لتجاوز هذه المعضلة؟ ومتى يتوقع هذا الاتحاد الموقر أن يكون حكامه قادرين على فهم هذا الاختراع المعقد؟ الخوف أن يجيء شيء غير الفار وأنتم ما انتهيتم من تأهيل حكام فاركم!